المغرب يتخلَّص من أهم مرض مُعدٍ مسبب للعمى «التراخوما»

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

اعترفَت منظمة الصحة العالمية اليوم  الثلاثاء 15 نوفمبر بالتخلص من التراخوما كمشكلة صحية عامة في المغرب.

وتعد التراخوما من أهم الأمراض المعدٍية المسبِّبة للعمى في جميع أنحاء العالم، وتنتقل عن طريق التَماس مع نجيج العين والأنف من المصابين بالمرض، لاسيَّما صغار الأطفال، وتصيب التراكوما السكان في 42 بلدًا، وهي مسئولة عن العمى أو ضعف البصر في حوالي 1.9 مليون شخص.

نوّهت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية د.مارغريت تشان، إلى أن هذا إنجاز مثير للإعجاب في مجال الصحة العامة للمغرب ، مضيفة: "وهذا يوضح أن بقوة الإرادة السياسية والتعليم والتوعية وترصُّد الأمراض، والأهم بمشاركة المجتمع المحلي يمكن هزيمة المرض المسبِّب للوهن".

بدأ المغرب في تسعينات القرن الماضي تنفيذ إستراتيجية أقرّتها منظمة الصحة العالمية ومعروفة بالاسم المختصر SAFE، والتي تَضُم مجموعةً شاملة من التدخلات من بينها جراحة إزالة الشعرة "النمو غير الطبيعي للرموش تجاه العين" – وهي المرحلة المسبِّبة للعمى، وإعطاء المضادات الحيوية لعلاج العدوى، والحفاظ على نظافة الوجه، وتحسين البيئة للحدِّ من انتقال العدوى.

أُجريَت العمليات الجراحية لعلاج آلاف المصابين في أقاليم الرشيدية، وفكيك، وورزازات، وطاطا، وزاكورة، وعالج العاملون الصحيون غالبية المصابين بالمضاد الحيوي الأزيتروميسين الذي تبرَّعت به المبادرة الدولية لمكافحة التراخوما.

حفّز توافر الأزيتروميسين أنشطة المكافحة، وبإشراك المجتمعات المحلية وحشد العاملين الصحيين تمكنّا من الوصول إلى كل فرد تقريبًا سواء في القرى أو المدارس" هكذا قال الدكتور الحسين الوردي، وزير الصحة المغربي.

وأفادت ثمانية بلدان ، حتى الآن، أنها حققت الأهداف المتعلقة بالتخلّص من المرض، وشرَعَت معظم البلدان المتوطِّنة فيها التراخوما في تعجيل تنفيذ استراتيجية SAFE لتحقيق أهدافها في القضاء على المرض بدعم من "تحالف منظمة الصحة العالمية من أجل التخلص من التراخوما في العالم بحلول عام 2020". وفي عام 2015، تلقَّى أكثر من 185 ألف شخص مصاب بالشعرة الجراحة التصحيحية في جميع أنحاء العالم، وعولج 56 مليون شخص بالأزيتروميسين.

ويقدَّر أن يصل التمويل المطلوب على الصعيد العالمي إلى مليار دولار أمريكي من أجل توسيع نطاق الأنشطة ومواصلتها حتى حلول عام 2020، من أجل التخلُّص من هذا المرض كمشكلة صحية عامة.

"أسهم المغرب إسهامًا كبيرًا في تحقيق هدفنا الساعي للتخلص من التراخوما في العالم"، هكذا أشاد الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، مضيفًا: "إن هذا النجاح في المغرب يعطينا الأمل في إمكانية تحقيق إنجازات مماثلة في إقليمنا من أجل التخلص من أمراض المناطق المدارية المهملة".