إنها مصر

الأهرام وتهنئة الرئيس

كرم جبر
كرم جبر

يتطلع الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دور أكثر تميزاً لمؤسسة الأهرام وكل وسائل الإعلام المصرية فى المرحلة المقبلة، فى إطار دورها التوعوى والتنويرى والتثقيفى.
الرئيس قال فى كلمته للأهرام بمناسبة إصدار العدد 50 ألف إن ما تعيشه الدولة المصرية من نهضة وتقدم على جميع المستويات، يحفظ لمصر ريادتها وتفوقها فى المجال الصحفى والإعلامى، فى وقت يلعب فيه الإعلام دوراً محورياً فى قضايا السلم والحرب.


ورؤية الرئيس يجب أن تخضع للمناقشة والحوار، ليواجه الإعلام المصرى التحديات الكبيرة ويساير العصر، ويعظم رسالته أكثر وأكثر فى دعم الدولة المصرية، والوقوف فى ظهرها، والقيام بدوره التنويرى والتثقيفى لرفع حالة الوعى لدى الرأى العام.
الأهرام شاهدة على العصر منذ تاريخ تأسيسها الذى يصل إلى 148 عاماً، كـأول منارة صحفية فى الشرق، وكانت طوال هذه المدة مدافعة عن الدولة المصرية ومتبنية لقضاياها، ورغم الظروف الصعبة التى تعانى منها الصحافة الورقية، إلا أنها ظلت حارساً أميناً على حمايتها والعمل على تقدمها ومواجهة مشاكلها.
مصر تمضى فى طريق التحديث والتطوير، فى ظل الثورة التكنولوجية الرابعة والخامسة والذكاء الاصطناعي، وأول من يتأثر بها الإعلام، فأصبح التحدى هو كيفية مواكبة التقدم وعدم التخلف عن العصر، لتظل راية الإعلام المصرى لها السيادة فى المنطقة العربية كلها، بعد أن استردت فى السنوات الأخيرة مكانها الطبيعى.
ويترتب على ذلك أن كثيرًا من الوظائف الإعلامية والمرتبطة بالإعلام سوف تختفى وتحل محلها وظائف أخرى جديدة، ويتمثل التحدى فى تأهيل الأجيال الجديدة من الشباب لوظائف العصر، حتى لا تتبدد موارد المجتمع فى نظم تعليمية ليس لها فرص عمل.


ونواجه الغزو الكثيف من وسائل التواصل الاجتماعى وسوشيال ميديا والمنصات الأجنبية، وغيرها من أدوات التواصل الحديثة التى تظهر كل يوم، والتحدى الذى يواجهه الإعلام هو تهيئة الإعلاميين للماراثون السريع.


ولا ننسى أن الإنسان هو الذى يصنع المحتوى، وليس أجهزة الكمبيوتر، وهو ما يدعو إليه الرئيس من محتوى وطنى مخلص، يخدم قضايا وهموم الوطن، وتديره عقول فى منتهى الوعى والإدراك.
ليس صحيحاً أن الآلات التكنولوجية الحديثة ستحل محل الإنسان، ولن يكون الذكاء الاصطناعى بديلاً للمواهب والعقول، فالذى يصنعهم هو الإنسان وليس العكس، ومصر لديها رصيد هائل من مكونات القوة الناعمة فى كل المجالات، والإعلام هو النافذة الواسعة لتوصيلها إلى الناس.
جميل جداً أن تقف الدولة متمثلة فى الرئيس فى ظهر الإعلام، داعياً إلى نهضته ورفعته وتقدمه وإزالة العقبات التى تعترض طريقه، فالإعلام هو المرآة التى تعكس ما يحدث فى مصر من تقدم وإنجازات، ومفردات رسالته هى المهنية والمصداقية ودحض الفتن والأكاذيب، ليعبر عن دولة تستحق أن نزهو بها.