فى الشارع المصري

فلسفة «مناسك الحج»

مجدى حجازي
مجدى حجازي

 بقلم: مجدي حجازي 

أعجبنى «بوست» نشره أحد الأصدقاء على صفحته بالـ «فيس بوك»، قال فيه: سألني صديق، ما الفائدة من الدوران حول الكعبة؟!.. وصادف أنى قرأت كتاب «حوار مع صديقي الملحد» للدكتور مصطفى محمود، وارتأيت أن الإجابة موجودة فيما تضمنه، حيث جاء فيه:

(قال صاحبى وهو يبتسم ابتسامة خبيثة: ألا تلاحظ معي أن مناسك الحج عندكم هي وثنية صريحة، ذلك البناء الحجرى الذى تسمونه الكعبة؟، ورجم الشيطان، والهرولة بين الصفا والمروة، وتقبيل الحجر الأسود، وحكاية السبع طوفات، والسبع رجمات، والسبع هرولات، وهى بقايا من خرافة الأرقام الطلسمية فى الشعوذات القديمة، وثوب الإحرام الذى تلبسونه؟!
قلت فى هدوء: ألا تلاحظ معى أنت أيضا؟!، إن فى قوانين المادة التى درستها، أن الأصغر يطوف حول الأكبر، الإلكترون فى الذرّة يدور حول النواة، والقمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، والشمس تدور حول المجرّة، والمجرّة تدور حول مجرّة أكبر.. إلى أن نصل إلى الأكبر مطلقاً وهو الله.

ألا نقول الله أكبر؟، أى أكبر من كل شىء.. وأنت الآن تطوف حوله ضمن مجموعتك الشمسية رغم أنفك، ولا تملك إلا أن تطوف.. فلا شىء ثابتاً فى الكون إلا الله هو الصّمد الصامد الساكن والكل فى حركة حوله، وهذا هو قانون الأصغر والأكبر الذى تعلمته فى الفيزياء.. أما نحن فنطوف باختيارنا حول بيت الله، وهو أول بيت اتخذه الإنسان لعبادة الله، ألا تطوفون أنتم حول رجل محنّط فى الكرملين تعظمونه وتقولون إنه أفاد البشرية؟!، فلماذا تلوموننا لأننا نلقى حجرًا على نصب رمزى نقول إنه يرمز إلى الشيطان؟!.. ألا تعيش فى هرولة من ميلادك إلى موتك؟، ثم بعد موتك يبدأ ابنك الهرولة من جديد، وهى نفس الرحلة الرمزية من الصفا - الصفاء أو الخواء أو الفراغ رمز للعدم - إلى المروة - وهى النبع الذى يرمز إلى الحياة والوجود من العدم - إلى الوجود، ثم من الوجود إلى العدم.. أليست هذه هى الحركة البندولية لكل المخلوقات؟.. ألا ترى فى مناسك الحج تلخيصًا رمزيًا عميقًا لكل هذه الأسرار؟.. أما عن رقم 7 الذى تسخر منه، دعنى أسألك، ما السر فى أن درجات السلم الموسيقى 7، ثم بعد المقام السابع يأتى جواب الصول من جديد، فلا نجد 8 وإنما نعود إلى سبع درجات أخرى وهلم جرا.. وكذلك درجات الطيف الضوئى 7، وكذلك تدور الإلكترونات حول نواة الذرّة فى نطاقات 7، والجنين لا يكتمل إلا فى الشهر 7، وأيام الأسبوع 7.. ألا يدل ذلك على شىء؟، أم أن كل هذه العلوم هى الأخرى شعوذات طلسمية؟!.. لا وثنية فى ذلك، لأننا لا نتجه بمناسك العبادة نحو الحجارة ذاتها، وإنما نحو المعانى العميقة، أما ثوب الإحرام الذى نلبسه، فهو رمز للخروج من زينة الدنيا وللتجرد التام أمام حضرة الخالق.. هى كلها معان جميلة، لمن يفكر ويتأمل).. «انتهى البوست».

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد ، حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.