«نواجه الموت الصامت».. رسالة جندي تفضح رعب الاحتلال 

خوذة أحد قادة جيش الاحتلال قُتل برصاص المقاومة
خوذة أحد قادة جيش الاحتلال قُتل برصاص المقاومة

في 7 يونيو المُقبل، يمر 8 أشهر كاملة على الحرب التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي أسفرت عن 36 ألفًا و284 شهيدًا، وأكثر من 82 ألفًا و57 مصابًا، وتحول القطاع إلى ما يشبه مدينة الأشباح، جراء مشاهد الدمار للبنية التحتية للقطاع. 

المشاهد المروعة في غزة، أثارت حالة من الغضب لدى غالبية دول العالم، دفعت المحكمة الجنائية الدولية، لإصدار قرارات بوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن جيش الاحتلال الغاشم، ضرب بتلك القرارت عرض الحائط، واستمر في ارتكاب المجازر الوحشية تجاه المدنيين، أمام عجز تام من المجتمع الدولي على ردع إسرائيل. 

اقرأ أيضا| محمد المنسي قنديل و«نبوءة أشعيا»: رخصة نتنياهو للإبادة الجماعية

◄ خسائر جيش الاحتلال

جرائم الاحتلال تجاه المدنيين، جزء منها محاولة لإخفاء الخسائر الفادحة التي لحقت في صفوف جيش العدو الصهيوني، الذي يستمر في ممارساته الوحشية، لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي، الذي يخرج في مظاهرات بين الحين والآخر، للمطالبة بوقف الحرب، وعودة الرهائن، وتجنب إراقة دماء قتلاهم في الجيش الإسرائيلي. 

وإذا نظرنا إلى الشق الثاني من الحرب على غزة، وهو جهود المقاومة الفلسطينية، سنجد أن جيش الاحتلال تكبد خسائر كبيرة في صفوفة، فضلاً عن عن حالة الإحباط التي أصابت الجنود، والتي دفعت المطلوبين للتحنيد في إسرائيل، إلى الإدعاء بالجنون والمعاناة من المرض النفسي، هربًا من الموت في الحرب الإسرائيلية الغاشمة. 

◄ رسالة جندي

ونشر أحد الجنود الإسرائيليين عبر «إكس»، تويته تعكس حالة الإحباط التي أصابت جنود وقيادات جيش الاحتلال. ونشر «خوذة قائد كتيبته» معلقًا «نحن هنا نواجه الموت الصامت، الذي يحصدنا ولا نراه.. هذه خوذة قائدي حاول الخروج لقضاء حاجته.. ولخلال ثانية تعرض لطلقة قناص القسام في الرأس ومات أمام عيني.. بدل أن توجهوا اللوم لنا تعالوا إلى ‎#غزة لتعرفوا أن دخولها يعني الدخول إلى الجحيم». 

وتتوالى إعلانات فصائل المقاومة الفلسطينية، عن استهدافات تلحق الخسائر بجيش الاحتلال، كان آخرها إعلان كتائب القسام، قتل وجرح أكثر من 15 جنديًا إسرائيليًا شرق رفح، في حين أكدت أسر وقتل وجرح جنود خلال عملية مركبة بعد استدراج جنود لأحد الأنفاق في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وذلك رغم 8 أشهر من الحرب توقع الجيش الإسرائيلي أن تُضعف المقاومة.

◄ الضغط العسكري

في رفح جنوب قطاع غزة التي بدأ الاحتلال عمليته العسكرية شرقها في السابع من مايو المنقضي، متجاهلا التحذيرات الدولية، وزاعمًا أن الضغط العسكري سيدفع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» للموافقة على شروطه، أعلنت المقاومة عن عشرات العمليات ضد قوات الاحتلال، كان أبرزها الإجهاز على 15 عسكريًا يوم 18 من الشهر ذاته، بعد اشتباك من المسافة صفر باقتحام منزل كان يتحصن فيه الجنود الإسرائيليون.

العقيدة العسكرية التي جعلت عمليات المقاومة تستمر في إيقاع الخسائر بالقوات الإسرائيلية، والتصنيع العسكري الذاتي في مجالات السلاح بأنواعه عزز عملية الإسناد القتالي للقوات في الميدان، وهذا التصنيع كان خطًا إستراتيجيا تعتمده المقاومة منذ 24 عامًا.

◄ تكتيكات المقاومة

وتشير التقارير إلى أن قدرة فصائل المقاومة على تنفيذ عمليات تُلحق الخسائر بالجيش الإسرائيلي تأتي من قدرتها على تغيير تكتيكاتها العسكرية، بما يفقد الاحتلال قوة العمل الاستخباراتي، لأن المعلومات التي يجمعها عن المقاتلين وطرق عملهم، سرعان ما تتغير وقائعها.

واستطاعت فصائل المقاومة تعديل خططها العسكرية بعد دراسة تكتيكات جيش الاحتلال الإسرائيلي وفهم أسلوبه العسكري لتقاتل بقوة أكبر بعد انتهاء الهدنة، وفي بداية العملية البرية اعتمدت على تقسيم القطاع إلى 3 مناطق دفاعية تتمتع كل منها بشكل قتالي خاص.

◄ الكمائن المركبة

لكن بعد انتهاء الهدنة، قسّمت القطاع إلى بقع قتالية مستقلة، بحيث تقاتل كل بقعة بشكل مركزي مستقل، وتقوم البقع الأخرى بدور الإسناد فقط، وذلك ما يجعل وصول فصائل المقاومة إلى مرحلة الاستنزاف صعبًا للغاية، وذلك ما نراه في خوض الفصائل عمليات مختلفة في كل من رفح وجباليا في الوقت نفسه.

ويتضح التغيير بتكتيكات المقاومة القتالية، مع اتجاهها نحو العمليات والكمائن المركبة، التي قتلت عددًا كبيرًا من الجنود والضابط، وذلك بدلا من الضربات المتفرقة.

◄ خسائر الاحتلال

ولا يعترف الجيش الإسرائيلي بعدد قتلاه، وفق تأكيدات المستشفيات التي أعلنت أنها تستقبل عددًا أكبر من المصابين مما يقر به الجيش، وحسب ما أكدته أيضا وسائل إعلام إسرائيلية. إذ أعلن جيش الاحتلال مقتل 644 عسكريًا وإصابة 3657 آخرين منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، منهم 293 قتلوا و1843 أصيبوا خلال العملية البرية المستمرة، غير أن كتائب القسام قالت إن العدد أكبر من ذلك.

وفي منتصف ديسمبر الماضي، نفذت كتائب القسام كمينًا في حي الشجاعية بغزة، فجّروا خلاله عبوات ناسفة بمجموعة من لواء غولاني الإسرائيلي، وأعلن الاحتلال حينها مقتل 6 ضباط مقابل 4 جنود فقط. ولم يستطع جيش الاحتلال حتى الآن فهم طرق عمل المقاومة، لذلك لم يحقق أهدافًا عسكرية حاسمة أو يحمي جنوده، لا سيما مع اعتماد الفصائل الكمائن المركبة واستهداف عدد من فرق الاحتلال وليس فصيل واحد في العملية، مثل عمليات بيت حانون وتدمير الدبابات في جباليا.

وأشارت التقارير إلى أن المقاومون يقاتلون بروح معنوية عالية تجعل تنفيذ العمليات المركبة بالنسبة لهم ممكنة، يقاتل الجنود الإسرائيليون بمعنويات منخفضة، لا سيما أن مجتمعهم وعائلات الأسرى تطالب بإنهاء الحرب، وتتعمد السلطات الإسرائيلية إخفاء عدد المصابين والقتلى الحقيقي، في محاولة منها للتلاعب بالروح المعنوية في الجيش الإسرائيلي.