أوراق شخصية

محاكمات تحت التهديد!

آمال عثمان
آمال عثمان

تمارس الولايات المتحدة كل أساليب المراوغة والمداهنة لحماية إسرائيل، وتستخدم كل سبل التمويه والمكر والمخادعة للحيلولة دون توقيع عقوبات صارمة ضد قادتها. لم يتوقف الأمر عند الضغط على محكمة العدل الدولية، ومحاولة الهيمنة على ما تصدره من قرارات، أو استخدام حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن لخدمة مصالح الدولة المارقة، أو تفريق المظاهرات الطلابية فى الجامعات بقوة الشرطة، وإنما امتدت الألاعيب السياسية الأمريكية إلى توجيه بعض أعضاء الكونجرس من الجمهوريين، رسالة تحذير صريحة إلى «كريم خان» المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، لمنعه من إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليين آخرين!

بلغت البلطجة السياسية إلى حد قيام 12 عضواً جمهورياً بالكونجرس، بتوجيه رسالة ترهيب وتخويف إلى المدعى العام، تتوعده بعواقب وخيمة تستهدف المحكمة الجنائية الدولية، وبتوقيع عقوبات قاسية ضده، تصل إلى منعه وأسرته من دخول الولايات المتحدة، وذلك فى حالة اتخاذ أى إجراءات قانونية تستهدف إسرائيل، باعتبار ذلك الإجراء تهديداً ليس لسيادة إسرائيل فحسب، وإنما لسيادة الولايات المتحدة، وإمعاناً فى الإرهاب توعدوا المحكمة الجنائية الدولية باتهامها بالتحالف مع أكبر دولة داعمة للإرهاب ووكلائها، إذا حركت مذكرة الاعتقال ضد قادة الدولة الصهيونية، وإيقاف الدعم الأمريكى المالى بشكل كامل، وفرض عقوبات على موظفيها والمتعاونين معها، وحرمانهم جميعاً وعائلاتهم من دخول الولايات المتحدة!! 

وتمادت وقاحة السادة الأعضاء الموقرين لتصل إلى رفضهم المساواة «على الصعيد الأخلاقي» بين ما أسموه «إرهاب حماس، وبين رد إسرائيل المبرر»، ومعاقبتها على اتخاذ خطوات مشروعة للدفاع عن نفسها ضد المعتدين!! 

بالله عليكم.. هل رأيتم دولة تزاول مثل ذلك التزييف والافتئات والتبجح؟!، كيف يمكن أن يمنحوا المحتل الغاصب حق الدفاع عن نفسه؟!، وكيف يتصرف أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى مثل عصابات المافيا، ويمارسون الإرهاب على رجال القانون وعائلاتهم، ويتوعدون الجهات القضائية بالويل والثبور وعظائم الأمور؟! ويظل السؤال المهم.. هل تمتلك المحكمة الجنائية الدولية الشجاعة على اتخاذ إجراءات ضد قادة إسرائيل السفاحين، بعد كل التهديدات التى جاءت على لسان سيناتورات مجلس الشيوخ فى رسالة بعنوان: «استهدفوا إسرائيل وسنستهدفكم»؟!.