نقطة فوق حرف ساخن

الحصن العربى

عمرو الخياط
عمرو الخياط

حذرت مصر مراراً وتكراراً من جنون قوات المحتل ضد الفلسطينيين والتخاذل العالمى عن وقف الحرب فى غزة وهو ما ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة، فضبط النفس فى مقابل طول أمد الاعتداءات وقسوتها وضحايا تلك الحرب غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها.

كانت هذه تحذيرات قائد مصر فى القمة العربية الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى ذهب إلى القمة محمولاً على قاعدة الدولة المصرية الصلبة.

التى لم تتوانَ لحظة لنجدة والدفاع عن أشقائها فى الأراضى المحتلة، فكان حديثه بلا مواربة عن التخاذل العالمى عن وقف الحرب فى غزة، وأن التاريخ سيسجل ما حدث على كونه مأساة كبرى فى مقابل عجز عالمى وصمت تجاه ما يحدث لأطفال فلسطين، فتشريدهم وقتلهم وتهجيرهم قسريا سيظل سيفا مسلطا على ضمير الإنسانية .

الرئيس القائد العسكرى ابن القوات المسلحة المصرية، فى كلمته المهمة نبَّه العالم الذى يغط فى سبات عميق أن من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح، أو تحقيق الأمن فهو واهم وغير مدرك للحقائق والتاريخ، ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدى نفعاً، أو تحقق مكاسب، هكذا قال الرئيس أمام القمة وزعماء العرب .

كلمات الرئيس عبرت عن الموقف المصرى على المستويين القيادى والشعبي، وذلك منذ اندلاع الأزمة وحتى الآن، لم يختلف الموقف المصرى منذ أكتوبر الماضى وحتى الآن وهو ليس الموقف الوحيد الذى قالت فيه مصر من خلال زعيمها موقفها تجاه ما يحدث فى غزة.

وإنما قالت وما زالت فى لقاءات واتصالات الرئيس عبد الفتاح السيسى بزعماء العالم وقادته، بعد أن أصبح ما يحدث على أرض غزة من إبادة جماعية لشعب يريدون طمسه من التاريخ غير عابئين بالسلام أو صوت العقل.

وفى القمة عاد الرئيس ليؤكد للعالم مجدداً أن مصر ستظل على موقفها الثابت فعلاً وقولاً برفض تصفية القضية الفلسطينية ويرفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً، أو من خلال خلق الظروف التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها.

إنها مصر التى لولاها لتغيرت جغرافيا المنطقة ليس فقط فى هذه الأزمة وإنما منذ أن لفظت الاحتلال الإخوانى بثورتها التاريخية فى ٣٠ يونيو، وستظل مصر هى الحصن العربى وحامية العروبة، وناشرة للسلام فى ربوع العالم.