بقلم واعظة

صدق الإيمان

ياسمين عبد الفضيل محمود منطقة وعظ الشرقية
ياسمين عبد الفضيل محمود منطقة وعظ الشرقية

لقد رأينا وسمعنا حُسنَ صنيعِ صادِقى الإيمانِ فى زمانِنَا هذا بثًّا مباشرًا لا مجالَ فيه للتصنُّع أو التجمُّل أو المُباهاة، وذلك فى ظروف تعتصرُ النفوسُ فيها، ويميزُ الله بها الخبيثَ من الطيبِ، بل بلغت القلوبُ الحناجر، حتى استعجلنا النصرَ وتناسينا أن الله ناصرُنا بكلِّ ما وَهَبَنَا من خيراتٍ يمتازُ بها عالمُنا العربيُّ الإسلاميُّ، إلا أننا ولا شك مُمتَحَنُون، ومِن هنا اتخذ المُتواكِلُون لأنفسهم عذرًا وحدَّثُوا أنفسهم بما يُزَيِّنُون به سوءَ أعمالِهم وضلالها، وباتوا يحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا..!!

والفائز حقًا من عرفَ الحقَّ، ولم يأمن مكر الله، واتقى الفتن: «وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ».
وبكل أسفٍ كُشِفَ السترُ عن أقوامٍ، ووقع الغطاءُ بعد الإمهالِ فلا عُذرَ لهم، نعم وعينَا أقوامًا عدُّوا أنفسَهم رمزًا للحُرية والإنسانيَّة والتحضُّر، رضوا بأن يكونوا أعداءً للإنسانية كافةً، وطُبِعَ على قلوبهم.

صِرنا نُحدِّثُ أنفسنا كيفَ لبشرٍ ألا ينفعلَ ويتحركَ قلبُه بما حَدَثَ من جرائم انفعل لرؤيتها أناسٌ لا يَمُتُّون للإسلامِ بِصِلَةٍ، وما زلنا نرى كثيرًا من المسلمين مُستكِينين، أما آن للعيون أن تدمَع، أما آن للآذان أن تسمع، أما آن للقلوبِ أن تخشع..؟! إننا نُحذِّرُ إخواننا من هذه السلبية المَقيتة، وهذا الخذلان البغيض.

مالنا بدٌّ من أن نتآلَفَ بكافةِ طوائِفِنَا واختلافِنا، فما خُلِقْنَا إلا لنتعارف ونتآلَف لا لنتنافر ونتناحر، فالاتحادُ قوَّة، «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، ولتعلموا أن الاستعمارَ الداخلى يُمهِّدُ للاستعمار الخارجي، فالحمدُ لله على نعمةِ الأمنِ فى ظل جيشٍ قويٍّ أمينٍ هو خير أجناد الأرض.

فالحمدُ لله على نعمةِ أزهرِنا الذى سخَّرهُ الله نبراسًا لنا فى حالكِ الظُّلُمات، فالأزهرُ -بِلا شكٍّ- يقودُنا إلى الهدى وسبل الرشاد، ويدعمُ قضايا المسلمين بكل ما تيسر له من سُبل الدعم. حفظَ اللهُ بلاد المُسلمين، ونصر اللهُ عباده المُستضعفين، وأقر أعيُنَنَا بنصره العظيم، وفتحِه المُبين، وفَرَجِه القريب.