عاجل

فكرتى

عودة الأمور إلى نصابها

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

أقدر قرار وزارة الأوقاف بمنع تصوير الجنائز فى المساجد، لأنه لا يليق بحرمة الموت. قرار محترم جدا، كنت أتمنى أن يصدر «من زمن».. فأجهزة التصوير اقتحمت المساجد والمقابر. لم يعد للموت حرمة، حتى الانسان يتم تصويره أحيانا وهو فى سكرات الموت.

 لا أفهم كيف نسمح لأنفسنا باقتحام خصوصيات الآخرين سواء كانوا فنانين او شخصيات عامة. أليس هؤلاء بشراً مثلنا، يبكون موتاهم يحزنون ويتألمون ويمرضون؟ هل من حقنا أن نراهم فى لحظاتهم شديدة الخصوصية على غير رغبتهم، جريا وراء السبق او الخبر أو التريند على مواقع التواصل الاجتماعى!.
ما يحدث من انتهاك الخصوصية، لا يمكن أن يقبله أى دين من الأديان ولا عرف ولا تقاليد. ليس له علاقة بدور الصحافة أو واجبها. من حقنا أن نعرف كل شئ عن الشخصية العامة، ولكن فى حدود الأداء او العمل او الذمة المالية، ولكن ليس من حقنا أن نراه حينما يصرخ وهو يودع أمه وهى تدفن تحت التراب!.
 يجب أن يكون لنقابة الصحفيين ولكل المعنيين بهذا الأمر موقف صريح وواضح ورادع. لا يمكن أن يترك للتقدير الشخصى، لأنه يبدو أننا أصبحنا فى زمن لا مكان فيه للقيم الانسانية أو المروءة!.

أثمن قرار وزارة الأوقاف، وأتمنى أن تصدر قرارات أخرى رادعة من جهات معنية أخرى حتى تعود الأمور إلى نصابها الصحيح.