لماذا يركز الجيش الإسرائيلي على استهداف حي الشجاعية بشكل مكثف في حرب غزة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، ومع توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في عمق القطاع، ظل حي الشجاعية على خط النار حتى يومنا هذا.

ودارت فيه معارك ضارية في شتى أنحائه، مع استمرار تركيز إسرائيل على استهداف هذا الحي بشكل مكثف، وذلك بنسبة أعلى من مناطق أخرى في القطاع.


إسرائيل: الشجاعية «معقلًا» لفصائل حماس

شهدت أزقة حي الشجاعية معارك عنيفة بين قوات الجيش الإسرائيلي وفصائل حركة حماس حتى اللحظة الحالية، وعلى الرغم من تكبد الجانب الإسرائيلي خسائر فادحة من خلال فقدان عدد كبير من الدبابات والجنود الإسرائيليين في هذا الحي، إلا أن إسرائيل تظل تستهدفه بشكل متكرر بين حين وآخر لأسباب تتعلق بتكتيكات عسكرية وسياسية في حرب غزة.

وفقًا لتصريحات الجيش الإسرائيلي، يُعتبر حي الشجاعية هو المقر الرئيسي لحركة حماس، ويحتضن هذا الحي كتيبة الشجاعية، والتي تعتبر واحدة من أقوى مجموعات حماس القتالية، فيما يعد أيضًا هذا الحي معقلًا استراتيجيًا للفصائل الفلسطينية، وموطنًا لبعض أبرز قادتها.

الاحتلال: آخر معركة في الشجاعية «ضربة مؤلمة لنا»
 
وخلال المعارك الدائرة في هذا الحي، أعلنت إسرائيل عن تكبدها لأكبر خسائر خلال أكثر من شهر، إثر نصب كمين في أعقاب معركة حي الشجاعية يوم الثلاثاء الماضي، التي كانت أشد الاشتباكات على الجيش الإسرائيلي، حيث نجحت كتائب القسام في نصب كمين مُحكم أسفر عن مقتل نحو 9 جنود إسرائيليين، بينهم قائد فرقة، وإصابة آخرين بجروح.

وحيال ذلك، قال قائد لواء جولاني، العقيد يائير بلاي، أحد ألوية "النخبة" في الجيش الإسرائيلي، إنهم "تلقوا ضربة مؤلمة" في حي الشجاعية، شمالي غزة، جراء كمين حماس. 

وفي زمنٍ ليس ببعيد وخلال السبع حروب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، برز اسم حي الشجاعية بشكل لافت وهو واحد من أضخم أحياء مدينة غزة وأكثرها اكتظاظًا، وكانت تلك المنطقة مصدرًا للخسائر البشرية والمادية التي وقعت في الجانب الإسرائيلي بسبب المواجهات العنيفة التي شهدتها.

وتعتبر منطقة الشجاعية هدفًا مستمرًا للغارات الجوية ومسرحًا لاشتباكات مكثفة خلال الحروب السابقة التي خاضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة في عامي 2008 و2014، حسبما أفادت "سكاي نيوز" البريطانية.


تاريخ حي الشجاعية في قلب الصراع

حي الشجاعية، خلّدت تاريخه لحظات فارقة في قلب الصراع الفلسطيني على مدى طويل، ففي عام 2014م، أُسر الجندي شاؤول أرون في هذا الحي، كما يعود دور هذا الحي إلى حرب عام م1967، حيث كان شاهدًا على انطلاق شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987م.

ويمتد حي الشجاعية في شرق غزة على مساحة تقدر بحوالي 14 كم، وينقسم الحي إلى قسمين، الجنوبي الذي يُعرف بحي التركمان، والشمالي الذي يُعرف بحي الأكراد، ويعيش في هذا الحي قرابة 150 ألف شخص.

كما أن للشجاعية أهمية استراتيجية تتمثل في وجود "تلة المنطار"، والتي ترتفع بحوالي 85 مترًا فوق سطح البحر، وتعَد هذه التلة مفتاحًا لقلب مدينة غزة، وتحتل مكانة ديمغرافية بارزة، حيث تجتمع حولها جميع القبائل العربية في قطاع غزة، كما شهدت التلة مسيرة تاريخية، حيث جند القائد صلاح الدين الأيوبي قوات من قبائل التركمان والأكراد للدفاع عنها.