مصر تواصل جهودها لحقن دماء الفلسطينين ووقف إطلاق النار في غزة

الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان
الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان

منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات فى قطاع غزة، لم تتوقف الجهود المصرية الضخمة لحقن دماء الفلسطينيين،ووقف إطلاق النار بشكل كامل فى غزة، وتفعيل المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، والدفع نحو إطلاق مبادرة سياسية تساعد فى تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وحشدت مصر الجهود الإقليمية والدولية، لتحقيق استجابة إنسانية فورية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وضرورة الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة فى مدينة القدس المحتلة.

وتؤكد مصر فى كافة المحافل الإقليمية والدولية على موقفها الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم لمدينة القدس ومقدساتها، كما ترعى عددا من الملفات الفلسطينية الهامة أبرزها المصالحة وملف تبادل الأسرى والتوسط للحفاظ على التهدئة فى قطاع غزة، وتحرص على التحرك فيما يحقق الصالح الفلسطينى بعيدا عن أعين وسائل الإعلام حرصا من الدولة المصرية على إنجاح أى تحركات تتعلق بالملف الفلسطينى بعيدا عن المقامرة أو المزايدة بالحقوق المشروعة للفلسطينيين، وهو ما يدفع الأشقاء للتأكيد على تمسكهم بالدور المصرى فى أى من الملفات التى تتعلق بحقوق الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً| إشادات عالمية بموقف الرئيس السيسي تجاه القضية الفلسطينية

وجدد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عدة مناسبات دعوته للمجتمع الدولى وشركاء السلام لضرورة العمل سويا على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة لتحقيق الأمن الإقليمى والاستقرار والتعايش السلمى، كما دعا الأطراف الدولية لعدم الاستسلام للجمود السياسي، الذى يتراكم مع الزمن ويزيد من تعقيد التسوية فى المستقبل.

وأكد الرئيس السيسي، أن مصر ستستمر فى الدعوة لمعالجة جذور الأزمة المتمثلة فى الاحتلال ولن تألوا جهدا فى الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الذى طالت معاناته، وستواصل العمل مع طرفى الصراع لإعادة إحياء المسار السياسي، كما ستواصل جهودها للتعامل مع التحديات الآنية والعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن استمرار جهود دعم إعادة إعمار القطاع ودعوة المجتمع الدولى لزيادة إسهامه لتخفيف معاناة الفلسطينيين فى غزة.

قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الجهود المصرية تأتى فى إطار الدور التاريخى لمصر فى دعم الشعب الفلسطينى فى نضاله لاستعادة حقوقه التى يسلبها الاحتلال الإسرائيلى.

مساعدات إنسانية

وأضاف قنديل، أن الرئيس السيسي أكد ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ووقف التصعيد العسكرى الذى يمارسه الاحتلال الإسرائيلى، وتوفير جميع الخدمات للشعب الفلسطينى الصامد فى حروبه مع إسرائيل، ولقد تم بذل جهود دبلوماسية كبيرة من مصر وعدد من الدول العربية، سواء فى مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالرغم من أن إسرائيل والدول الغربية المؤيدة لها أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات الإنسانية، بحجة أنها ستساعد حماس فى استئناف عملياتها ضد إسرائيل، فإنه تم إعادة فتح المعبر وإقامة المشفى الميدانى الذى يعد خطوة مهمة فى الاتجاه الصحيح لدعم الشعب الفلسطينى.

رسالة مصرية

وأوضح أن الوساطة المصرية فى تسهيل خروج الرعايا ذوى الجنسية المزدوجة تؤكد حرص مصر على حماية حياة المدنيين، سواء كانوا من جنسيات أجنبية أو من الفلسطينيين، مؤكدا حرص مصر والتزامها بتقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص بقدر ما يتوافق مع أمنها القومى وحقوق الفلسطينيين، كما تسعى لتحقيق أقصى قدر من المصالح المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة التى تضم رعايا مهددين بسبب الإجراءات الإسرائيلية والتى تفرض عبئا كبيرا على السلطات المصرية، مشيرا إلى أن أى إجراءات تسهم فى تخفيف معاناة المدنيين والشعب الفلسطينى ستكون مصر حريصة على تنفيذها وفقا لقدراتها المتاحة.

فيما قال هشام عبد العزيز رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن مصر تقوم بدور تاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الدولة المصرية واعية لمخططات تهجير سكان قطاع غزة، وأن مصر موقفها واضح برفض تصفية للقضية الفلسطينية وضياع لحقوق الشعب الفلسطينى فى استعادة أرضه إلى الأبد، بالإضافة إلى دفع مصر بصراع مباشر مع إسرائيل.

دعم مصرى

وأضاف أن ما تقدمه مصر من دعم للقضية الفلسطينية ووقف عمليات التهجير يؤكد أننا أمام قائد حقيقى وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما يؤكد على موقفنا الداعم لأى قرارات تتخذها الدولة فى هذا الصدد.

وأكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية الطارئة التى عقدت بالرياض، تأتى استمرارا للدور المصرى الريادى والتاريخى لدعم ومؤازرة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية القضايا.

وقال أبوالفتوح، إن مصر انخرطت على مستويات متعددة منذ بداية الأزمة نحو بذل تحركات مكثفة لدفع جهود وقف إطلاق النار، وتوفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة، فضلا عن دفع مسار إحياء عملية السلام والتسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقا لمقررات الشرعية.

تهجير قسرى

وأشار أبو الفتوح، إلى أن مصر توجهت للقمة معبرة عن أكثر من 2.3 مليون شخص يعانون من الحصار وعمليات تهجير قسرى والقتل فى مختلف الأراضى الفلسطينية المحتلة، وسعت خلاله لتوحيد الموقف العربى من أجل الضغط وتضافر الجهود نحو إنهاء ذلك الصراع ومنع التصعيد المتكرر، لا سيما أن مصر تمتلك من النفوذ الإقليمى والدولى الذى يجعلها ضلعا مهما فى عملية السعى نحو تهدئة الأوضاع والتوسط من أجل احتواء الوضع فى الأراضى الفلسطينية، وسط دعوتها الدائمة لضرورة تغليب صوت العقل ووقف تصاعد النزاع فى غزة، لما ما يمثله ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة.

ونوه عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القيادة السياسية عملت على تسخير كل طاقاتها لذلك لكن ما زال الأمر مرهونا بتوافر الإرادة والرغبة لدى أطراف الصراع، موضحا أن ذلك الدور الذى عهدت عليه مصر قيادة وشعبا، فى كل حرب يشنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة لحماية المدنيين العزل، وتكلل بإرسال مصر وحدها مساعدات تخطت 5900 طن وتطوع الأطقم الطبية لاستقبال وعلاج مصابى غزة، معتبرا أن القمة الطارئة انطلقت من مخرجات قمة القاهرة للسلام التى عقدت فى أكتوبر الماضى ورفضت التهجير القسرى ودعت للالتزام باتفاقيات جنيف لعام 1949.

معركة دبلوماسية محورية

وأضاف، أن مصر قادت معركة دبلوماسية محورية لصالح الملف الفلسطيني، وساهمت فى تغيير بعض الرؤى الغربية تجاه التصعيد الراهن، والانتقال من الدعم المفتوح لإسرائيل، نحو تبنى رواية أخرى تقوم على ضرورة وقف إطلاق النار، ونفاذ المساعدات وانتزاع موقف دولى برفض التهجير، وهو ما تجسد بقوة فى الحالتين الفرنسية والأمريكية، لافتا أن مصر تحمل على عاتقها صالح حقوق الفلسطينيين المشروعة فى كافة مشاركاتها بالمحافل الدولية، والمنابر العالمية وستظل متمسكة بدورها حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.