أرض الفيروز ترفع شعار التنمية الشاملة (2)

مشغولات تراثية وسجاد بدوى بلمسات الأصالة

التدريب على صناعة السجاد اليدوى لدعم سيدات شمال سيناء
التدريب على صناعة السجاد اليدوى لدعم سيدات شمال سيناء

أصبحت مهنة صناعة الملابس والازياء البدوية ، تمثل مصدر رزق أساسيا لآلاف السيدات البدويات، حيث يقمن بصناعة المشغولات البيئية التراثية داخل منازلهن الصغيرة.
حيث تمتلك المرأة السيناوية قدرة على صناعة وحدات متنوعة من مفردات التراث السيناوى التى أصبحت لها شهرة عالمية ،وتحظى بقبول من الخارج كونها تعبر عن الاصالة والمعاصرة. .


لذلك فقد سعت الجمعيات الأهلية بالمحافظة ، إلى تنفيذ برامج تدريبية للمرأة والفتاة على فنون التطريز والحرف التراثية ،وكذلك توفير قروض لاقامة مشروعات متناهية الصغر لإنتاج المشغولات البيئية ، تتيح من خلالها فرص عمل للسيدات بالمنازل فى القرى ، لاستغلال مهارتهن فى الإنتاج الحرفى البيئى والذى يلاقى إقبالا شديدا عليه فى المعارض الخارجية التى تشارك فيها المحافظة ، وكذلك فى الأسواق المحلية والخارجية.


فى البداية يقول كمال الحلو خبير التراث الشعبى السيناوى ورئيس جمعية متحف التراث السيناوى ،أنه تم عمل دراسة للسوق فى بعض المناطق التى تهوى هذا التراث وخاصة الأعمال اليدوية .. حيث تعد الأزياء الشعبية والحلى بمختلف أنواعها وأشكالها لونًا من ألوان الثقافة الشعبية والتراث الشعبى.. كما أن مشاركة المحافظة فى المعارض تهدف الى التعريف بمنتجات سيناء والعمل على تسويقها، واضاف، ان الجمعية لديها نحو 700 سيدة بدوية يعشن فى تسع قرى بمراكز شمال سيناء ،يعملن فى مجال تطريز الملابس وذلك من داخل منازلهن .


ويتم تجميع الانتاج.، لطرحه للبيع فى محلات كبرى بالقاهرة والأقصر وأسوان بالمناطق التى يرتادها رواد من السياح الأجانب، إضافة إلى بعض الأسواق الخاصة بالقوات الدولية العاملة بسيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء والغردقة..


وقال الشيخ عرفات خضر سالمان رئيس جمعية تنمية المجتمع فى الجورة مركز الشيخ زويد ، أنه تم تدريب السيدات على صناعة الكليم الطبيعى ، استفاد منها مئات من أسر الشيخ زويد ورفح ، وذلك بالتركيز على المنتج السيناوى لكونه له خصوصية وتميزا وارتباطا بتاريخ القبائل ، وقد نجحت الجمعية فى تشغيل مئات من السيدات لإنتاج المشغولات البيئية والتى أتاحت فرصة الاشتراك فى جميع المعارض المحلية والخارجية.


كما تم عمل معرض للمشغولات والأعمال اليدوية السيناوية ومنها الثوب البدوى وباقى المشغولات اليدوية داخل معسكر قوات المراقبة الدولية متعددة الجنسيات العاملة فى سيناء بمنطقة الجورة مركز الشيخ زويد ، وذلك للتعريف بالصناعات التقليدية بها وترويجها لتحقيق دخل يرفع من مستوى الاقتصادى للاسر.


وقالت فؤادة حسن رئيس جمعية تنمية المرأة السيناوية ببئر العبد، إلى ان الجمعية تمول إقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر على منتجات البيئة من مشغولات يدوية وتطريز وتصنيع الثوب البدوى والعبايات والشنط والشال وغيرها من المنتجات اليدوية البدوية المصنعة من منتجات البيئة السيناوية..حيث يتم الاستعانة بكبار السن فى تدريب السيدات والفتيات لاكتساب خبرة هذه الصناعة، واشارت إلى أنه يوجد طلب متزايد على المنتج البدوى ، من الأجانب.


وأكدت موزة الشريف ،مدربة التراث الشعبى ، أنه تم تأهيل أكثر من 3000 سيدة وفتاة فى مختلف قرى المحافظة من خلال جمعية الشابات المسلمات، على تصنيع وانتاج منتجات البيئة وفى مقدمتها الثوب البدوى وأعمال التطريز وبالتعاون مع عدة جهات تم تصنيع وتطوير المنتج السيناوى .
ولفتت إلى أنه يتم تصدير المنتج الى العديد من الدول العربية والأجنبية بخلاف ترويجه فى المحافظات المصرية من خلال المعارض، وقد أصبح مطلوبا فى مختلف المحافظات والعديد من الدول نظرا لجودته وتميزه.


وأشارت أمانى غريب مدير جمعية الفيروز بالعريش ، أن هناك 285 فردا على مشروعات تقدم كمنح من الجمعية ، لكن تظل المشكلة الأساسية التى تواجه الحرف اليدوية والتطريز فى سيناء هى عدم توافر الخامات التى تتيح امكانية التواصل فى إنتاج المشغولات اليدوية التى تناسب الأذواق الأوربية، كما توجد صعوبة كبيرة فى تسويق هذا المنتج برغم تميزه وجماله
وطالبت بتدريب مزيد من الفتيات والسيدات والعمل دائما على التطوير والمواكبة، وكذا العمل على المشاركة فى معارض دولية بشكل أكبر مع دراسة متطلبات السوق بشكل مستمر لأن الثوب فى النهاية منتج ويخضع للعرض والطلب، وبالتالى يؤثر ذلك على كل من يتعامل فى تسويق المنتج.
واشارت الى ان جمعية الأسر المنتجة ومراكز التدريب ،تشارك فى إعداد الفتيات والسيدات الراغبات فى إنتاج الثوب السيناوى، وتمويل المشروعات الإنتاجية فى الجمعيات .. حيث تشارك فى الانتاج نحو 23 أسرة من الأسر المنتجة، التى تقوم بعملية التصنيع وتقدم المنتج وتسلمه لمعرض الجمعية بالسعر المطلوب لإعادة تسويقه.
و تضم المنتجات اليدوية مثل السجاد اليدوى السيناوى المكون من خامات الصوف السيناوى الأصلى والصوف العادي.. الثوب البدوى السيناوى المطرز جزئيا وكليا بصفة عاملة بمشتملاته (الثوب-القنعة-البرقع-حزام الثوب ) ، وشيلان تصنيع يدوي،و الحقائب اليدوية الى جانب الاكسسوارات الخاصة بالزى السيناوية.


كما تضم معارض الأسر المنتجة أيضا مفروشات خاصة بالمنزل ومنها «البرقع البديل للستائر-المخدات والخداديات-البساط الذى يستخدم بديلا للسجاد فى طرقات المنزل وداخل دواوين القبائل.


وأكدت حنان حسان من بئر العبد، أن المنتج السيناوى له طبيعة خاصة ترتبط بالبيئة، وهو ما يطلق عليه التطريز اليدوى السيناوى ، ان قريتها تشتهر بصناعة الثوب السيناوى القديم ، والكليم السوق ،والشال البسيط والجلابية والمفروشات بجميع أنواعها وأشكالها، علاوة على الإكسسوارات بالخرز والقلادة السيناوية والأحزمة والأحذية والشنط بالتطريز السيناوى ، لذلك نحرص على المشاركة فى المعارض التى تقيمها الدولة مثل معرض ديارنا، والبازار، للتعريف بمنتجاتنا البيئية التراثية والحفاظ عليه من الاندثار .


وقالت صابحة ابراهيم رئيس جمعة بنت البادية ببئر العبد ، ان مهنة صناعة الملابس والازياء البدوية ، أصبحت تمثل مصدر رزق أساسيا لآلاف السيدات البدويات، حيث يقمن بصناعة المشغولات البيئية التراثية داخل منازلهن الصغيرة، تحت إشراف جمعيات أهلية بسيناء ، التى تعمل على زيادة دخل المرأة البدوية والحفاظ على التراث السيناوي. حيث يقبل السياح الأجانب على شراء هذه الأزياء التى يتم تصنيعها بشكل يدوى فى معظم مراحل التصنيع وفق موديلات وأذواق معاصرة وحديثة .


قالت آلاء مصطفى وهى فتاة من العريش ، تجيد فن التطريز والخياطة بعد حصولها على برنامج تدريبى فى مجال التفصيل و الخياطة والتطريز، إنها تمكنت من عمل مشروع صغير مستقل لوحدها وطموحها أن يكون لديها مصنع ملابس، بإنتاج متميز يغزو مختلف محافظات مصر والدول العربية والأوربية.
حيث نجحت آلاء، فى إنتاج بعض النماذج التى تمثل مفردات رئيسية للتراث السيناوي، ولم يفتها أن تنتج كمامات فى زمن كورونا مصنوعة من الخيوط والاصواف التى تحمل صيغة التراث السيناوي.
كما تشتهر بصناعة السجاد اليدوى ومعرفة استخدام النول واختيار التصاميم وكيفية إعداد المنتج النهائى للتسويق، تقليد جديد نهجته محافظة شمال سيناء.. حيث استعانت محافظة شمال سيناء ، بخبرات محافظة البحيرة فى تدريب وتأهيل السيدات، على صناعة السجاد اليدوى وذلك فى إطار بروتوكول التعاون الموقع بين المحافظتين .، من أجل نشر تلك الصناعة فى مختلف مدن المحافظة، عن طريق تدريب مجموعة من السيدات لتفعيل خبرتهم فى صناعة الكليم البدوى الذى يعتمد على الصوف الاصلي.


وقال اللواء الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أن التدريب يأتى بتوجيهات من القيادة السياسية بالاهتمام بالمرأة المعيلة وتوفير حياة كريمة لها ولأسرتها وتمكين السيدات اقتصاديًا وتحسين دخل الأسرة السيناوية.. وأن الهدف من صناعة السجاد اليدوي، هو الحفاظ على التراث واكتساب الخبرات التى تؤهل السيدات لإقامة مشروعات متناهية الصغر تمكنها اقتصادياً واجتماعيًا باعتبارها شريكا أساسيا فى المجتمع.


وأضاف عدنان إبراهيم الشناوي، المسؤول الفنى لصناعة السجاد اليدوى فى محافظة البحيرة، أن الهدف من التدريب احياء صناعة السجاد ، ونشر تلك الصناعة فى مختلف المحافظات ومن بينها محافظة شمال سيناء عن طريق تدريب 30 سيدة على صناعة السجاد بمختلف تصميماته.


وأوضح، أن السجاد اليدوى يحتاج صبرا ومهارة، حيث إن هناك مراحل التدريب وتتضمن وضع التصميمات الخاصة بالسجاد وصباغة الخامات من الصوف أو الحرير، وكذلك التدريب على تنفيذ التصميمات على الأنوال اليدوية بالمقاسات المطلوبة.، و أن صناعة السجاد اليدوى تتطلب مجهودا، مشيرا إلى أن السجادة الواحدة يمكن أن تستغرق صناعتها أكثر من شهر، على حسب حجمها.. وأشارت منى جمعة، مدير مركز اعداد الاسر المنتجة بالعريش، أن المحافظة قدمت تسهيلات كبيرة لإنجاح المشروع واستقدام مدرب من البحيرة لتدريب السيدات واختيار المتدربات وتقديم كافة التسهيلات الممكنة لإنجاح التدريب على صناعة السجاد ، وأن الهدف من صناعة السجاد اليدوى الحفاظ على التراث واكتساب خبرات تؤهل السيدات لإقامة مشروعات متناهية الصغر لتمكين المرأة اقتصادياً وتحسين الوضع الاجتماعي.