4 ضباط برتبة فريق يلحقون «حليوة» و«فوكس»

«دومينو» استقالات جيش الاحتلال يهدد نتانياهو ويربك قيادة الأركان

يهودا فوكس - اهارون حليوة
يهودا فوكس - اهارون حليوة

أثارت حركة «دومينو» استقالات قادة جيش الاحتلال علامات استفهام حول مستقبل المؤسسة العسكرية وعلاقتها بالمستوى السياسي، فالرسائل التي انطوت عليها استقالة رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية أهارون حليوة، ونظيرتها التى يعتزم تقديمها فى أغسطس المقبل قائد القوات المركزية يهودا فوكس، تؤشران إلى رفض معسكر الجنرالات تحمل مسئولية الإخفاق قبل وبعد موقعة «طوفان الأقصى» دون المستوى السياسي، لا سيما فى ظل الإعداد للجنة تحقيقات موسعة فى هذا الخصوص؛ وربما يؤكد ذلك أيضًا نص استقالة حليوة، التى دعت إلى حتمية تشكيل لجنة تحقيق تضم الفريقين السياسي والعسكري لتحديد المسئول عن الإخفاق.

ولا تجسد استقالتا حليوة وفوكس موقفًا شخصيًا، وإنما تعكس توجهًا عامًا لدى قادة جيش الاحتلال، الذين أبدوا احتقانًا غير مسبوق من ممارسات المستوى السياسى بقيادة بنيامين نتانياهو ومعسكر اليمين المتطرف؛ وهو ما أفضى فى وقت سابق إلى اتساع دائرة رفض الخدمة العسكرية في سلاح الجو، وتدحرج كرة الثلج خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واتساع فجوة التنسيق بين وزير الدفاع يوآڤ جالنت ونتانياهو من جهة، وبين الأول ورئيس الأركان هارتسى هاليڤي من جهة أخرى.

وإلى جانب الاستقالتين الأشهر، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلًا عن دوائر قيادية فى جيش الاحتلال اعتزام ضباط كبار الاستقالة من مهام منصبهم، وزاد تقرير الصحيفة العبرية حين حدد 4 ضباط برتبة فريق على مستوى قادة الوحدات الميدانية، علاوة على قائد «وحدة غزة» العميد آفى روزنفيلد، الذى جرت خلال توليه المنصب عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر الماضي.

ولا تزيد حركة «دومينو» الاستقالات الشقاق فقط بين المستويين العسكرى والسياسي، وإنما تؤثر على وحدة وتماسك فيالق جيش الاحتلال، خاصة قيادة الأركان؛ فاستقالات حليوة وفوكس ورفاق دربهما لن تكون الأخيرة، وهو ما يضع قائد الأركان هارتسي هاليفي في معضلة بالغة التركيب عند إعادة تشكيل هيئة أركان عامة جديدة، وتزيد الأمور تعقيدًا إذا اضطر هاليفى نفسه إلى تقديم الاستقالة بموجب توصيات لجنة التحقيقات المزمع تشكيلها. عندئذ، حسب الكاتب الإسرائيلى المتخصص فى الشئون العسكرية يوآڤ زيتون، تفتقر قيادة الأركان إلى عناصر عسكرية مؤهلة لقيادة الجيش.

تقدير غياب القيادات العسكرية المؤهلة تؤكده ترشيحات خلافة هارتسى هاليفي، فالأسماء المدرجة لخلافته لا تتجاوز ثلاث قيادات، لا سيما فى ظل أفول نجم عدد كبير من كبار الضباط على خلفية عملية «طوفان الأقصى»، وإذا استثنينا هؤلاء القادة فلا يتبقى سوى نائب قائد الأركان الجنرال أمير برعام، والأخير محسوب على رجال الظل، فضلًا عن افتقاره إلى الخبرة ذات الصلة بقطاع غزة خلافًا للقادة الحاليين، إذ تولى فى السابق قيادة فرقة الجليل، والجبهة الشمالية، والكليات العسكرية، وفرقة المظليين 98.. ولا يختلف ترشيح أمير برعام لخلافة هاليڤى عن مرشحين آخرين، أولهما قائد المنطقة الشمالية أورى جوردين، الذى يتولى الآن مدير عام وزارة الدفاع؛ والثاني هو الجنرال إيال زمير، فرغم أنه كان قائدًا للجبهة الجنوبية في منتصف العقد الماضي، لكن ما يزيد رجاحة اختياره (لعدم وجود البديل) هو خبرته الأكبر فى هيئة الأركان العامة، فضلًا عن ترشيحه لقيادة الأركان قبل تولى هاليڤي.

يدرك جنرالات جيش الاحتلال أن خلق فراغ فى صفوف القيادة العسكرية يضع المستوى السياسي فى ورطة اهتراء جيش الاحتلال، ويزيد اقتراب نتانياهو وائتلافه السياسي من دائرة المسئولية، ويحول دون تسديد معسكر الجنرالات فاتورة القصور الأمني قبل وبعد موقعة «طوفان الأقصى».