إنها مصر

إنقاذ وطن !

كرم جبر
كرم جبر

كانت الدماء تغلي في عروقنا، فى أسوأ الاعوام «2011 - 2013» ، ونحن نشاهد دولا وأجهزة تخابر أجنبية تتآمر ضد أكبر دولة في المنطقة، وتحاول السطو على مكانتها وحضارتها وعزتها وكبريائها، بتواطؤ الجماعة الإرهابية، التى أرادت أن تختزل شرعية الوطن في شرعيتها المزيفة.


لم يصدق أحد أن هذا البلد يمكن أن يضيع او أن يسلم مصيره لجماعة إرهابية ، جاءت لتهدم السمات الاصيلة للشعب المصرى العظيم ، وأهمها حب المصريين لبلدهم والاستعداد للتضحية من أجله .


اخرجوا من أعماق بعض الناس أسوأ ما فيهم ، وعمدوا الى الكذب والغش والخداع ، ولا ندرى كيف يكذبون وهم يدعون انهم متدينون؟، فى شريعتهم كل المحرمات هى حلال طالما تصل بهم الى السلطة.
كان الأوفياء يذرفون الدموع دماً، وهم يتابعون الكاميرات الاجنبية تعبث في الشوارع والميادين المصرية، وتبث كل اشكال الخراب والدمار، وكنا « فرجة» للعالم كله يتسلون على مصائبنا، وكنا نسأل أنفسنا : هل هانت مصر على بعض ابنائها وعلى الأشرار إلى هذا الحد؟.
لم يكن طريقهم الى السلطة مفروشا بالخير بل بالشر، فدمروا أبراج الكهرباء ومحطات المياه والمرافق العامة ، حتى يغضب الناس ويثوروا ، فيأتى دورهم ليركبوا الخراب والغضب ويستثمروا الكوارث.
ماذا فعلت مصر فى الجماعة الارهابية لتعبئ عقول الشباب بكراهية وطنهم ، ودفعهم إلى ارتداء أحزمة الديناميت، ليقتلوا ابناء وطنهم ويصبحوا ارهابيين ،بدلاً من أن تملأ عقولهم بالعلم النافع، ليكونوا مهندسين ومدرسين وأطباء وأساتذة، يخدمون أوطانهم وينفعون أهاليهم، ويطرحون الخير فى كل شبر يسيرون فيه. فى احداث يناير كان المصريون جميعاً شهود عيان، على أكبر مؤامرة اخوانية تتعرض لها البلاد فى تاريخها، لنزع هويتها وتاريخها وحضارتها وثقافتها، واستبدالها بدولة المرشد وقوانينه وميليشياته، وكان المصريون جميعاً شركاء فى انتزاع وطنهم من أنياب الشيطان .


عاشت مصر ودُفنت فتاوى الارهابيين فى مقابر الخيانة ،وكانت قبورهم بعيدا عن ثراها الطيب ، بعد أن أفتى أحدهم بقتل الضباط والجنود الذين يدافعون عن وطنهم ، وأدان المصريون فتواه الدموية يوم امتطى منبر الأزهر، غاز إخواني جاء من كهوف التطرف، مرتدياً ثياب الثعالب، متباكياً على مصر بدموع الذئاب، وكان وجماعته يفضلون مصر الضعيفة المهانة، للمتاجرة بأوجاعها، أما مصر القوية المتعافية مرفوعة الرأس، فهم ضدها على طول الخط ولا يحبونها .


وكانت إرادة الله فوق أيديهم، وانشقت الأرض عن أوفياء ومخلصين دافعوا عنها، وعملوا ليل نهار فى معركة «إنقاذ وطن»، من الإرهاب والفوضى والدماء والخراب والفتن والكراهية.