عاجل

نوبة صحيان

أحمد السرساوي يكتب: قمة «الصيف الساخن»

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

العالم على سطح صفيح ساخن.. ليس بسبب موجة الحر التى تجتاحه ، بل بسبب أحداثه وتفاعلاتها السياسية والاقتصادية الأشد سخونة!

وفي ظل هذه الأجواء.. تختتم القمة الروسية الأفريقية الثانية أعمالها، فى «الجنة الروسية» المُسماه مدينة سان بطرسبرج، إحدى أجمل مدن العالم، بحضور مكثف من رؤساء دول وبرلمانات وحكومات أفريقية بلغت 49 دولة من بين 54 تشكل كل أفريقيا.

بدأ الرئيسان عبد الفتاح السيسي، وفلاديمير بوتين هذه القمة للمرة الأولى أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى عام 2019 فى منتجع سوتشي، بحضور كثيف لوضع خطة طموح للتعاون بين الجانبين الأفريقى والروسي.. ومن هنا تأتي أهمية قمة 2023، لأنها تتعامل مع المتغيرات التى حدثت فى السنوات الثلاث الماضية، والمتوقع حدوثها فى الأعوام المقبلة.. وفى القلب من كل ذلك، العلاقات بين القاهرة وموسكو، وهى عميقة ومتشعبة.

القمة مهمة لكل الأطراف.. فروسيا تريد القول إنها حاضرة وغير منعزلة كما يُصور الغرب.. فلديها علاقاتها المتميزة مع الصين والهند، ودول البريكس التى تنتج ٣٥٪ من الناتج العالمي، بما يفوق ناتج الدول الصناعية السبع، كما أنها تواصل تعاونها مع أفريقيا.

وقارتنا تريد التعاون مع روسيا بكل نفوذها وقدراتها السياسية، والعلمية، والتكنولوجية، والتجارية، وفى ظل وجود أكثر من 330 مشروعًا روسيا عملاقًا تم تنفيذه فى قارتنا خلال الثلاثين عاما الماضية، ووجود مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية الخصبة القابلة للاستزراع فى قارة تعانى من الجوع ونقص الغذاء!

أما التعاون المصري الروسي فهو مميز ومهم على أكثر من مستوى.. أكثرها أهمية وإلحاحا اتفاقيات توريد القمح والحبوب ، التى تستورد منها مصر 6 ملايين طن سنويا، ووجود 8 مليارات دولار استثمارات روسية فى بلادنا نريد زيادتها، مع ميزان تجارى قيمته 6 مليارات دولار، يميل للجانب الروسى، وتريد القاهرة تحسين وضعه.. إنها قمة ساخنة لكن ما يُلطف أجواءها تاريخها العميق وآفاقها الممتدة.