بسم الله

الطماع والنصاب «1»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

غريبة قوى، المواطن لا يتعلم من عمليات النصب التى تحذر منها الحكومة. نصب متكرر على مواطن طماع. مواطن يسعى إلى الكسب دون تعب أو حتى فهم بسيط لاستثمار الأموال. لم نتعلم من شركات توظيف الأموال الشهيرة التى نصبت بالمليارات من الجنيهات على المواطنين، ثم أغلقت وثبت فشلها. لم يتعلم المواطن من الأفراد النصابين، الذين أطلقنا عليهم «المستريح». لم يتعلم من أشكال النصب الحديثة، التى نحذر منها،

وآخرها النصب الإلكترونى.
مجموعة من النصابين شبكوا حبالهم حول المواطنين الطماعين فى المكاسب السريعة، وأنشأوا موقعا على الإنترنت، وفهموا سيكولوجية الطماع، ومن خلال تطبيق على شبكة الإنترنت جمعوا 6 مليارات جنيه ثم أغلقوا الموقع والتطبيق، وورطوا مكتب محاسبة معهم بتليفونات مزيفة، واختفوا. لجأ المواطنون إلى الشرطة التى نجحت، والحمد لله، فى القبض على المتهمين المتورطين فى النصب. لتبدأ مرحلة جديدة من المآسى فى كيفية استرداد المواطنين لأموالهم.
أدلى المتهمون، وهم 29 شخصا، 13 أجنبيا و16 مصريا، باعترافات تفصيلية حول عملية النصب عبر تطبيق «هوج بول». قالوا: ثقافة الطمع وراء ارتكابهم لجرائمهم. وأنهم اتخذوا من فيلتين فى القاهرة مكانا لنشاطهم. أوهموا الضحايا باستثمار أموالهم من خلال التطبيق الإلكتروني، مقابل فوائد ضخمة. وفوجئوا بإقبال شديد من المواطنين بإرسال الأموال من خلال 9 آلاف محفظة إلكترونية. هذا التشكيل العصابي، كما قلت، استهدف راغبى تحقيق المكاسب المالية السريعة عبر شبكة الإنترنت واستولوا على أموالهم عن طريق المحافظ الإلكترونية. تجنبًا للرصد الأمنى وتحويلها للخارج لصالحهم من خلال برامج عبر شبكة الإنترنت لشراء عملات رقمية مشفرة «بيتكوين». ويجرى التنسيق مع الإنتربول الدولى لرصد الأموال المحولة للخارج. وكان المتهمون بصدد إطلاق تطبيق إلكترونى آخر لذات الغرض فى إطار استكمال نشاطهم الإجرامي، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية وحبس المتهمين. وغدًا نلتقى بإذن الله.
دعاء: رب اهد قومى فإنهم لا يعلمون.