بسم الله

رسائل السلام

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

إذا انتبهنا إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى ألقاها خلال فعاليات المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة فى غزة والذى استضافته الأردن، نجد أنها رسائل السلام التى دأبت مصر على توجيهها للعالم. وما المبادرة الأمريكية التى وافق عليها مجلس الأمن إلا واحدة من هذه الرسائل المصرية.

السلام يبدأ بانسحاب القوات الإسرائيلية من رفح. ورفع العدوان على أبناء الشعب الفلسطينى الأبرياء فى غزة المحاطين بالقتل والتجويع والترويع، والواقعين تحت حصار معنوى ومادى مُخجل للضمير الإنسانى العالمى. والذين ينظرون إلينا بعين الحزن والرجاء متطلعين إلى غد مختلف، يعيد لهم كرامتهم الإنسانية المهدرة، وحقهم المشروع فى العيش بسلام، ويسترجع لهم بعض الثقة فى القانون الدولى وفى عدالة ومصداقية ما يسمى بالنظام الدولى القائم على العدل.

هؤلاء يعيشون أزمة إنسانية غير مسبوقة تقع مباشرة على الجانب الإسرائيلى وهى نتاج متعمد لحرب انتقامية تدميرية ضد القطاع وأبنائه وبنيته التحتية ومنظومته الطبية، يتم فيها استخدام سلاح التجويع والحصار لجعل القطاع غير قابل للحياة وتهجير سكانه قسريًا من أراضيهم دون أدنى اكتراث أو احترام للمواثيق الدولية أو المعايير الإنسانية الأخلاقية.

لب الأزمة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، عبر عنه الرئيس السيسى بكل وضوح وشفافية، ودون لف أو دوران. حذرت مصر من خطورة هذه الحرب وتبعاتها والتداعيات الجسيمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية التى أدى المضى قدمًا بها إلى إقامة وضع يعوق التدفقات الإغاثية التى كانت تدخل القطاع بشكل رئيسى من معبر رفح.

ومصر ترحب بقرار مجلس الأمن، وتطالب بالتنفيذ، ووقف فورى لإطلاق النار، وإطلاق سراح كل الرهائن والمحتجزين. وإلزام إسرائيل بإنهاء حالة الحصار والتوقف عن استخدام سلاح التجويع فى عقاب أبناء القطاع وإلزامها بإزالة العراقيل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة. وتوفير الدعم والتمويل اللازمين لوكالة الأونروا لتقوم بدورها فى مساعدة المدنيين الفلسطينيين. وعودة النازحين الفلسطينيين إلى مناطق سكنهم التى أُجبروا على النزوح منها بسبب الحرب الإسرائيلية.

دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها.