إنها مصر

السيسى.. القوة الحكيمة

كرم جبر
كرم جبر

التوازن الشديد الذى تدير به مصر الأزمة فى غزة، ينطبق عليه مفهوم «القوة الحكيمة»، بالدفاع عن القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة، وعدم اعطاء الفرصة لاطراف دولية واقليمية لتوريط البلاد فى صراع إقليمى واسع النطاق.


السيسى أعاد لمصر مكانتها وهيبتها فى المجتمع الدولى، لأنه يحترم الجميع فيحترمه الجميع، ولأن بلده يرتفع فوق الصغائر والمؤامرات، ولا يدس أنفه فى شؤون الغير ولا يسمح لأحد بالتدخل فى شئونه، ويسعى الرئيس لتعظيم قوة بلاده فى الداخل، وتقوية جيشها وتحديثه وتطويره، فأصبح العدو والصديق يعملان لمصر ألف حساب.
أسلحة الردع هى التى تجبر اسرائيل على عدم الاقتراب من السيادة المصرية، وإذا كان جيش الاحتلال غارقا فى غزة ولم يستطع تحقيق الأهداف التى دخل من أجلها الحرب، فاستفزاز الجيش المصرى ستكون نتائجه شديدة الخسائر على اسرائيل، ومصر لديها مختلف السيناريوهات لكافة الاحتمالات.


الرئيس منذ توليه الحكم وضع قاعدة ذهبية بأن مصر تسارع بالدفاع عن أشقائها العرب إذا تعرضوا لعدوان، وهذا ما يحدث فى أزمة غزة، وإصرار مصر على عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية تحت اى مسميات.


مصر خرجت من الصراعات الدامية التى تجتاح دول المنطقة، ولم تتلوث يداها بقطرة دماء، وعندما أراد المعزول وجماعته الزج بها فى حرب دينية ضد الأشقاء فى سوريا، تصدى لهم الجيش والشعب، فنحن ندافع عن الأشقاء ولا نتورط فى إراقة دماء الأشقاء.
مصر تحافظ على استقلالها ولا تهدد غيرها، وتلتزم بأقصى درجات اليقظة والاستعداد حماية لحدودها المشتعلة من كل الاتجاهات، ونفوذها داخل حدودها دون أطماع فى الآخرين، وفى مخزونها رصيد هائل من الخبرات والتجارب، يكسبها حصانة عدم الوقوع فى الأخطاء.
وعندما سئل الرئيس فى احدى المرات: من اى شىء تخاف على مصر؟.. أجاب بأن الخوف على مصر من الداخل وليس من الخارج.. ويؤكد واقعية كلام الرئيس ان هناك جماعة ارهابية، لا يعنيها إلا أن تعكر صفو الامن والاستقرار املا ان تعود للسلطة، حتى لو كان ذلك على أنقاض البلاد.


ورسخ الرئيس لأول مرة علاقات دولية متوازنة، سعيا لإحياء سياسة عدم الانحياز، وفتحت مصر ذراعيها لعلاقات طيبة مع الجميع، من أمريكا إلى الصين، ومن ألمانيا إلى فيتنام الشمالية، ومن روسيا إلى الهند.


وتتعدد زيارات ولقاءات الرئيس مع قادة وزعماء العالم، على قاعدة الاحترام المتبادل، والانفتاح على الجميع فى القضايا الاقليمية والدولية، وظهر ذلك بوضوح فى إدارتها دفة المباحثات الدولية بشأن غزة، وبعد ان كانت القوى المؤثرة فى العالم لا تستمع الا لصوت اسرائيل، أصبحت مصر أكثر اقناعا وقبولا.
محمد على وجمال عبدالناصر كانا زعيمين عظيمين، ولم يكتب لمشروعهما الاستمرار، واستفاد السيسى من التجارب السابقة، وآمن بأن قوة مصر فى شعبها.