مبروك عطية: الأضحية سنة مؤكدة للقادر.. ويمكن التصدق بها كاملة

مبروك عطية
مبروك عطية

الأضحية هى عبادة وتقرب إلى الله تعالى وهى من السنة ويثاب عليها المضحى ولا يأثم تاركها وبكل شعرة فيها حسنة وهى توسعة على الأقارب والأهل والفقراء والأصدقاء تقربا إلى الله وتكون بعد صلاة العيد وليس قبل الصلاة، حول تعريف الأضحية وشروطها وأحكامها.

ويوضح ذلك الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف فيقول: الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها وهى مما يتقرب به المضحى إلى الله عز وجل والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وقد بالغ الفقهاء مبالغة ملحوظة فى شروط الأضحية وكان مما قالوه إنها ينبغى أن تكون خالية من العيوب فلا عوراء ولا عجفاء أى ضعيفة، ورأى بعضهم أن الأضحية الحامل لا تصح لأن الحمل يضعفها لقوله تعالى: «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلى وَهْنٍ» 14 سورة لقمان، وهى من بهيمة الأنعام أى من الأبل أو البقر أو الغنم ولا تجزئ الأضحية بغير هذه الثلاثة.

وأما الذين رأوا أنها تجوز بالطيور ونحوها فذلك لعدم فهمهم ما نسب إلى بلال بن رباح رضى الله تعالى عنه حيث قال: والله لأضحين ولو بديك، وفى أساليب العربية أسلوب المبالغة أى لأضحين ولو بالقليل لكنه لا يقصد الديك المعروف، والذين حملوا اللفظ على ظاهره أخطأوا بدليل حديث النبى صلى الله عليه وسلم: مَن بنى للهِ مسجِدًا ولو كمَفْحَصِ قَطاةٍ بنى اللهُ له بيتًا فى الجنَّةِ، ومفحص القطاة تعنى حويصلة الحمامة، ولا يجوز أن يبنى مسجدا كحويصلة الحمامة وإنما ضربه صلى الله عليه وسلم مثلا للصغر فعبر بأدنى الأشياء كما عبر بلال عن أدنى الأشياء.

وقد ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن ادخار لحوم الأضاحى أكثر من ثلاثة أيام ثم جاء من بعد ذلك أمره بالادخار والتصدق والأكل، قال فى ذلك العلماء نسخ الحديث الثانى الحديث الأول لأنهم كانوا فى مجاعة فنهاهم عن ادخارها حتى يقوموا بتوزيعها على الناس وهم فى وقت شدة وحاجة، أما وقد انكشفت الشدة وولت الحاجة فقال صلى الله عليه وسلم: كنت قد نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحى الآن كلوا منها وادخروا وتصدقوا، ولأنه ذكر هذه الثلاثة أستنبط العلماء منها أن يقسم المضحى أضحيته على ثلاثة أقسام: قسم لنفسه وقسم لأهله وأحبابه وقسم للفقراء والمساكين، ولم يرد فى ذلك نص صحيح وإنما هو استنتاج من قوله صلى الله عليه وسلم: كلوا وتصدقوا وادخروا، فيجوز للإنسان أن يتصدق بجميع أضحيته إلا ندرا يسيرا يأكله تبركا لقول الله تعالى «فَكُلُوا مِنْها«، ووقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى ويمتد إلى عصر اليوم الرابع من أيام التشريق.

اقرأ أيضًا| نخل .. حامية الحجاج

كما يجوز للمضحى أن يضحى فى أول يوم بعد صلاة العيد أو فى ثانى الأيام أو فى ثالثها أو فى رابعها حتى العصر وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلى ثم ننحر، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من ذبح قبل الصلاة فلحم قدمه لأهله ومن ذبح بعد الصلاة فقد أصاب النسك، وفى الحديث: ضحوا فإنها سنة أبيكم إبراهيم فقال الصحابة رضوان الله عليهم: وما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة فيها حسنة، فأجر الأضحية كبير وذلك لأنها من باب إطعام الطعام، وإطعام الطعام خير ما فى هذا الدين.