محمد سعيد يكتب: الخطة «ب»

محمد سعيد
محمد سعيد

الإعداد والاستعداد.. كلمتان قد تبدوان متشابهتين.. لكنهما مختلفتان فى المدلول، ولكل منهما إجراء مختلف عند التطبيق.. فالإعداد هو تجهيز شىء ما للاستخدام.. أما الاستعداد فيكون الانتباه والقدرة على التنبؤ للتعامل مع المجهول.. دائما ما يُعرّف الاستعداد بأنه القدرة على التعامل فى مواجهة أمر طارئ.. قد لا يسعفك ما أعددته على التعامل معه.. وبمعنى آخر لا يعنى الإعداد أنك مستعد.

لكل من الإعداد والاستعداد مهارات مختلفة.. وإن كان كل منهما يتطلب التجهيز المسبق.. وفى الوقت الذى يعتمد فيه الإعداد على التحضير الجيد والمتقن والمراجعة لكل عناصر الموضوع قبل دخوله حيز التنفيذ.. فإن الاستعداد يستند بشكل أكبر على القدرات العقلية والملكات الشخصية التى بالطبع تتفاوت من فرد إلى آخر، والتي تتيح لمن يمتلكها الارتجال وتطويع الطوارئ والتعامل الفورى مع أى عاجل يخرج عن إطار ما سبق الإعداد له.

مع الفرق الواضح بين الإجراءات المتبعة لكل من مدلول الكلمتين.. فإن هناك نوعية من الأفراد دائما ما تركن إلى الجمع بينهما.. تأخذ بالأسباب والسبل التى تمكنها من الإعداد الجيد.. تضع فى حساباتها أفكارا مرتبة تمكنها من سرعة اتخاذ القرارات عندما تخرج الأمور عن سياق ما تم إعداده.. تلك النوعية من الأفراد نادرا ما تفاجأ أو يصيبها الاضطراب عند التعامل مع الأمور الطارئة بسبب وضع بدائل للتعامل مع السيناريوهات المختلفة.. وهو ما يعرف باسم الخطة البديلة.