معدية أبو غالب.. قصص مأساوية عن ضحايا لقمة العيش| صور

حادث انقلاب ميكروباص معدية أبو غالب
حادث انقلاب ميكروباص معدية أبو غالب

تعالت أصوات الصراخ وعبارات الحزن التي تعبر عما تدويه القلوب من آلام الفراق ووجع المصير المجهول، لأقارب ضحايا «معدية أبو غالب» الذين وقفوا بالقرب من موقع الحادث في انتظار استخراج جثامين ذويهم، حتي اخفت خيوط الظلام آثارها.

وقال شقيق إحدى الضحايا إن شقيقته تخرج يوميا للبحث عن لقمة العيش حيث تعمل في جمع وتعبئة الفاكهة مقابل 100 جنيه يوميا، كانت عروسة تساعد في توفير متطلبات المنزل وتجهيز نفسها للزواج، ولكنها عادت لنا جثة هامدة.

"يارب نلاقيهم قبل ما الدنيا تليل.. تعالي يا حبيبه بقي.. والله انا قعدة مستنياكي متخافيش مش همشي من غيرك، دانت لما كنت بتروحي الدرس كنت هتجنن وارن عليك عشان اتاخرتي عليا.. ابعتها ليا يارب وطلعهم مره واحدة وبرد نار قلبي"... تلك الكلمات كانت تخرج من افواه والده الفتاه حبيبه دياب صاحبة 17 عامًا من عمرها.

جلس أهالي الفتاه حبيبه بجوار والدتها لمواستها والدموع في عينهم منتظرين، خروج طالبة الثانوية التي خرجت في صباح باكر يوم الثلاثاء مع 25 فتاة اخري، خرجن للبحث عن يقوت يومهم، إلا أن القدر والنصيب كان نهايته مأساة لكل أسرة من الفتيات.

فيما قال عم أحد الضحايا "عرفت أخبار غرق السيارة على جروبات قريتهم سنتريس"، وأكد أن الضحية خرجت على أكل عيشها للمساعدة في نفقات المنزل، "احنا مش عايزين معونات مادية احنا عايزين الإجراءات تخلص بسرعة".

أكد شاهد العيان في تصريحات خاصة لـ" بوابة أخبار اليوم" أن سائق الميكروباص لم يصب بأذي، وتم التحفظ عليه في المركز لحين التحقيق معه.

كما ذكر شاهد العيان مفاجئة عن المتسبب في الحادث، حيث أكد أن السائق ترك الميكروباص اعلى المعدية ونزل للشجار مع سائق تروسيكل على نفس المعدية بسبب معاكسة الفتيات العاملات المتواجدات داخل الميكروباص.

وتابع الشاهد أن السائق لم بنتبه إلي تثبيت الفرامل قبل النزول والتشاجر مع السائق الاخر ما أدي إلي سقوط الميكروباص في مياة النيل.

تحفظت الأجهزة الأمنية بالجيزة على سائق ميكروباص معدية أبو غالب بالجيزة، بعد أن وصل عدد المصابين حتى الآن إلى 13 حالة، فضلا عن انتشال 9 جثث.

كشفت التحريات الأولية عن سبب انقلاب سيارة تقل مجموعة من الفتيات أثناء عبورهم المعدية، بأن سائق سيارة ميكروباص دخل في مشادة كلامية مع أحد الأشخاص أعلى المعدية فترك السيارة دون التأكد من سلامة الفرامل التي حدث بها عطل تسبب في سقوط السيارة بمياه نهر النيل.

وذكرت التحريات بأنه تم استخراج الجثة الثالثة من ضحايا  سقوط سيارة ميكروباص من معدية أبو غالب، وهناك ٦ فتيات أخريات مفقودات داخل المياه، حيث كانت المعدية تقل عمالة من الفتيات بمركز أشمون بالمنوفية.

تابع الدكتور خالد عبدالغفار- وزير الصحة والسكان، الأعمال الإسعافية، والخدمات الطبية المقدمة لمصابي حادث انقلاب سيارة ميكروباص من  اعلى معدية أبوغالب، في نهر النيل، في محافظة الجيزة، موجها برفع درجة الاستعداد في المستشفيات الواقعة في محيط الحادث.

وأكدت وزارة الصحة والسكان، تمركز 8 سيارات في موقع البلاغ، مشيرة إلى أنه في حصيلة أولية تم التعامل مع 9 مصابين، نقل 3 منهم إلى مستشفيات الشيخ زايد المركزي ووردان المركزي وأسعف 6 في موقع الحادث، كما تم نقل 6 وفيات وماتزال أعمال الانقاذ الطبي جارية وجاري المتابعة.

أمر المستشار تامر صفي الدين المحامي العام الأول لنيابة شمال الجيزة، بحبس سائق الميكروباص الذي سقطت سيارته من معدية أبو غالب بمنشأة القناطر، و 2 عمال المعدية بتهم القتل الخطأ لـ 17 فتاة، وإصابة 9 آخرين، وعرضهم على الطب الشرعي لإجراء تحليل المخدرات واستدعاء المختصين بمجلس المدينة التابع لها المعدية وجاري استكمال التحقيقات التي يباشرها فريق من نيابة مركز إمبابة وكرداسة برئاسة حسام نصار رئيس النيابة، بسؤال المصابين في الحادث، فور تحسن حالتهم، والتصريح بدفن الجثامين، وطلب تحريات رجال المباحث حول الواقعة.

اقرأ أيضا| النيابة الإدارية تفتح تحقيقاً في حادث معدية أبو غالب