دكتورة هبة جمال الدين تكتب: لست ملزمة.. هل هو دين الدجال!؟

د. هبة جمال الدين
د. هبة جمال الدين

سمعنا مرارا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات وتصريحات متداولة من قبل بعض الشخصيات اللامعة بالمجتمع بشأن عدم إلتزام المرأة بمهام الأسرة والأمومة بل وميثاق العفه في بعض التصريحات المتطرفة ، والأكثر غرابة ربطها بعبارة "الدين قال كده أو عبارة مش في الشرع".


يعني أن الأمر تخطي محاولات تنظير وإبداء لوجهات النظر الفردية ، إلي لصق الأمر بالدين فالتأويل هو مناص الحل لدي تلك الفئات الداعمة لحقوق المرأة ذات المنظور النسوي، القائم علي تحرير المرأه تحريرا كليا من كافة العوائق المجتمعية كرابطة الأسره والأمومة بل وتحريرها جنسيا بالأساس وهذا لا يتوافق مع الأديان السماوية ومبادئنا الشرقيه المحافظة ربما يعتقد القارئ أني متحامله علي أصحاب تريند "غير ملزمة" خاصه أن منهم من يمتهن الدين -وبكل أسف- والحقوقي إلا أنني أذكر بعض مقولات الاتجاه النسوي ليس أكثر ، ولا أقدم أيه أتهامات لأي فريق.

فالنسويه كأيديولوجية سياسية متطرفه ترفضها الكثير من دول العالم حتي الغربي منه. ولكن الغريب ترديد مقولات تلك الايديولوجية تحت عباءة الدين.

أنه دين الدجال الدين الإبراهيمي الجديد الذي يأتي كحل وأنفراجه  للفكر النسوي فأعاده تأويل النصوص المقدسه لما يسمي بالاديان الابراهيمية سيعطي النساء حقوقها التي استبعدتها الاديان السماويه كما يدعي أصحاب هذا الفكر النسوي المتطرف.

فموضه تأويل النص هي ما نعيشه الان، خاصه إنها بدايه للتشكيك في النصوص الصريحه وقيم المجتمع التي تمثل جزءا من هويتنا الوطنيه. 

ليظهر لنا مغني من القبو ويطالب بالسماح بالعيش المشترك بين الرجل والمرآة قبل الزواج لمده عام ليقرروا إمكانيه العيش  بدعوي تقليص لحالات الطلاق المنتشرة. 

فهل هذا الرأي رأي فردي ليس له تأصيل أو خلفيه مسبقه؟ بالطبع لا هو رأي كاشف للخطوه التاليه من أتباع دين الدجال.

فأذكر القارئ الكريم بأن دين الدجال الابراهيمي قد ظهر في أحد الدول العربية التي شرعنت من قبل بعد اتفاقات ابراهام مقترح مغني القبو، وسمحت بشرعيه السكن المشترك بين المرآة والاجنبي دون زواج، وسمحت بقوه القانون بالحريه الجنسيه للمرأه، وحقها في ممارسه الرذيله دون زواج، ، بل وقننت تسجيل المراة لابن السفاح دون أب. والأشد وطأة دعمت زواج المثلين علي مله الدين كالمذهب الاسلامي التقدمي الذي يزوج المثلين علي المله الاسلاميه،  كأحد روافد دين الدجال الدين الابراهيمي الجديد. 

فما ننتظره من تلك الشرذمه هي هدم الدين وتسفيه قيمنا الشرقيه تحت دعوي حقوق المرأة.

وفي هذا السياق ظهرت الكتب التي تؤصل لهذا الدين وتلك الشرذمه ككتاب "بنات ابراهيم" وكتاب The Girl God وغيرهما من الكتب التي تنادي بهذا العبث.

ويعتبر دين الدجال " الدين الابراهيمي الجديد " مدخل فكري لتغير هويه المجتمع وتقديم هويه إحلالية مغايرة وهذا ما يتم الان عبر تريند صادم لهدم الثوابت وتأويل النص. في ظل وجود أكثر من ٣٥٪؜ من الأسر المصريه تعولها نساء وفقا للنسب الرسميه فهل هذه الأسر يجب أن تظل بلا عائل علي أعتبار أن المرأه المعيلة غير ملزمة!؟ فهذه سمات مجتمعات دين الدجال التشريد والضياع بلا هويه أو وطن. مجتمع ينادي بالزواج الابراهيمي وإيجار الأرحام الإبراهيمية.

فالهوية الابراهيميه لدين الدجال هويه إحلالية  تستهدف القبول بهدم الدول وتفكيكها لإقامه دوله فيدرالية جديده عبر التكامل الاقليمي لشعوب الدين الابراهيمي، الذي سيقبل بالمحتل الغاشم تحت مظله الأسره الابراهيميه الواحدة وهذا ما تنادي به النسويه خاصه الجناح الراديكالي من الموجة النسوية الثانية، والتي تدعو إلى إعادة ترتيب راديكالي للمجتمع للقضاء على السيادة الذكورية، حيث تعتقد النسوية اللاسلطوية أن صراع الطبقات واللاسلطوية ضد الدولة يتطلب الكفاح ضد النظام الأبوي وتفكيك الدول ذات السلطه الذكوريه.

فتصبح النسويه مدخل مستخدم للتفكيك والتقسيم سايكس بيكو الجديد كما طالب به American Enterprise Institute  عام ٢٠٢١, عبر الحشد السلمي والتعبئة السلمية التي تتم من الداخل بظهور عناصر لامعه موثوق فيها كقادة روحيين لدين الدجال الذين تتنوع شاكلتهم ما بين رجل دين، استاذ جامعه، فنان، ممثل، مذيع، سياسي، صحفي ، كاتب، حقوقي وخلافه. اختيار دقيق بعناية ليكون النخر مدخلا للنخز بنيران صديقة. أنه دين الدجال الدين الابراهيمي الجديد.

فمنذ متى تتقاضى المرأة اجرا علي أمومتها، منذ متي مبيت المرأة خارج منزلها دون معرفه زوجها ومحاسبته لها، منذ متي  يحق للأم ضرب الأب بحكم الشرع، فالسيدة فاطمه الزهراء رضي الله عنها خير النساء بنت خير الخلق كانت تنظف المنزل وتطهو الطعام وتربي الأطفال دون كلل فهذه هي الأم. فالعبرة هي المغزي.

فلننظر للحضاره المصريه القديمه، فالأم الفرعونيه قد أهتمت بالابن والزوج والأسره فالحضارة الفرعونية قامت علي الأسر عرفانا بقيمه الأسره وتماسكها، وكانت تسقط بسبب ضعف الأسرة وتفككها، والإسلام والمسيحية لعبت خلالهما الأم دورا في بناء النشء والأمه.

فالمرأه  ملكه لها مكانتها فليست غانيه تتقاضي أجرا عن دورها. هي عظميه من عظيمات مصر كما وصفها سياده الرئيس عبد الفتاح السيسي.  

حقوق المرأه تتجسد في تكاملها مع الرجل  لا لنديتها معه.

فهل علينا الاعتذار لحافظ إبراهيم ومخالفته فلم تعد الأم قدوة أو مدرسه ، فليست ملزمه ببناء أمه طيبه الأعراق. عفوا شاعر النيل كلامك لم يعد يلقي قبول مرتزقه دين الدجال.

 

أ.د هبة جمال الدين - الأستاذ المساعد بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية