فوق الشوك

مسئولية القيادات الصحفية الجديدة

شريف رياض
شريف رياض

التغييرات فى قيادات الصحف القومية التى أعُلنت مؤخرا لاقت ترحيبا وارتياحا فى الوسط الصحفى فالتغيير هو سنة الحياة وتجديد للدماء وهذه قاعدة عامة فإذا طبقناها على الصحافة نجد أنها تأتى دائما بنتائج أفضل فى اتجاه تطوير الصحافة خاصة الورقية وحل مشاكلها.

موقف القاعدة الصحفية من أى تغييرات نلمسه عادة من استقبال هذه التغييرات وما حدث خلال الأيام الماضية بدا الترحيب واضحاً فى جميع المؤسسات الصحفية القومية بالقيادات الجديدة الذين جاء أغلبهم من الشباب فى تحول واضح لتحميل المسئولية للأجيال الجديدة من شباب الصحفيين الذين أثبتوا وجودهم فى «المطبخ الصحفى» خلال السنوات الماضية ولم يعد ينقصهم إلا أن يتسلموا عجلة القيادة فى مؤسساتهم الصحفية بفكر وتوجه جديد يترجم فكر وتوجه الجمهورية الجديدة.

كل التمنيات الطيبة للقيادات الجديدة أن تثبت وجودها بسرعة وأن تحدث تطويراً ملموساً فى المنظومة الصحفية يعيد للصحف الورقية قراءها الذين هجروها إلى الصحافة الإليكترونية والمعلنين الذين هجروها بالتبعية وهذا لن يحدث إلا بتطوير المحتوى الذى تقدمه الصحف الورقية والتركيز على كل ما يجذب القارئ ويجد فيه ما يفتقده فى الصحافة الإليكترونية ولأن الصحافة الورقية مكلفة جداً فإن مسئولية قادتها الجدد أيضاً حل مشاكلها التمويلية فى أسرع وقت بعيدا عن طلب الدعم من الحكومة ولا سبيل لذلك إلا بأفكار خارج الصندوق توفر استثماراتٍ جديدة للصحف.

فى نفس الوقت فإن مغادرة القيادات السابقة للصحف القومية لمواقعهم لا تعنى أبداً أنهم قصروا لكنهم أدوا واجبهم فى حدود إمكانياتهم خلال الفترة الزمنية التى حددها القانون وبذلوا أقصى جهدهم وجاء الوقت ليسلموا الراية لجيل آخر يتحمل المسئولية.

وداعاً.. د. فتحى سرور

بوفاة د. فتحى سرور فقدت الأب و الاستاذ والمعلم.. هو على منصة مجلس الشعب وأنا ضمن كتيبة محررى «الأخبار» لتغطية نشاط المجلس على مدى ٢١ عاماً متصلة فى سابقة لم يصل إليها أى رئيس برلمان فى العالم.. خلال هذه الفترة تولى رئاسة البرلمان العربى والأفريقى وانتخبه الاتحاد البرلمانى الدولى رئيساً له بأغلبية ساحقة عكست تقدير واحترام برلمانات العالم لهذا الفقيه الدستورى النادر.

اقتربت منه بالطبع وكل يوم كان اقترابى منه يزداد وإعجابى بهذه الشخصية الاستثنائية يتأكد أنه لم يأتِ من فراغ وكنت دائماً أفتخر أن مصدرى الصحفى الأول هو الرجل الثانى فى مصر الذى استطيع أن أطرق بابه فى أى وقت أو أتصل به فى أى توقيت.

كان د. سرور شخصية مرحة ولطيفاً جداً وصديقاً للصحفيين وكثيراً ما ورد فى أحاديثه الخاصة معنا أنه كان دائماً سعيد الحظ على مدى مشوار حياته.. فى دراسته وزواجه وحياته العملية والمناصب التى تقلدها والفرص التى أتُيحت له للفوز بهذه المناصب.. تذكرت هذه المعانى التى سمعتها منه مراراً عندما استرد الله سبحانه وتعالى وديعته بعد حياة مشرفة وحافلة بالإنجازات فى ليلة القدر التى أنُزل فيها القرآن فداخلنى شعور أن هذه علامة أن د. سرور من أهل الجنة إن شاء الله.