فواصل

‫ حراك الطلاب

أسامة عجاج
أسامة عجاج

مظاهرات الطلاب التى اجتاحت دول العالم، وبدأت من قلب مدن أمريكا الرئيسية، وجامعاتها الأرقى، تمثل إعادة اعتبار جديد للحق والقضية الفلسطينية، بعد أن تحولت إلى رقم واحد فى قائمة اهتمامات الحكومات ومن قبلها الشعوب، كما أنها إجابة على كل (التساؤلات البريئة) التى هالها حجم الماساة الإنسانية التى يعيشها الشعب الفلسطينى، أو (الاتهامات المغرضة) التى تحاول النيل من عظمة عملية طوفان الأقصى، والتى تمثل علامة فارقة فى مسيرة النضال الفلسطينى، فلا ينكر أحد أن الأيام الأولى، وجود تعاطف واسع مع إسرائيل، فى ظل الأكاذيب والافتراءات التى نالت من المقاومة،  ولكن مع تصاعد العدوان، تراجع هذا التعاطف ووصل إلى أدنى مستوى له فى مارس الماضى، وما يحسب للطوفان أيضا، الكشف عن حجم التباين فى المواقف، والنماذج كثيرة، حيث أثارت تصريحات نتنياهو، موجة من الرفض والهجوم عليه، مع استخدامه (لغة التحريض) ضدهم، واعتبر الأمر معاداة للسامية، مع (لغة التخويف) من أن معاداة السامية دائما ما تسبق حرائق أكبر تجتاح العالم بأسره، (واستخدام الأكاذيب) حول دعوة الحراك إلى إبادة إسرائيل، وكان السيناتور الأمريكى بيرنى ساندرز هو أبرز نموذج للرد على ترهلاته، خاصة فلا يمكن المزايدة عليه، فهو يهودى الديانة، وجه نقداً لاذعاً لنتنياهو، وقال (إن تسليط الضوء على مجازر حكومتك المتطرفة، ليس معاداة للسامية، ولا تأييداً لحماس)، كما امتد الجدل إلى الداخل الأمريكى نفسه، فى ظل محاولة استثمار الحراك لتحقيق  مكاسب سياسية، ومنهم مايك جونسون رئيس مجلس النواب،  الذى وصف ما يحدث بأنه فوضى فجاءه الرد من بنى وطنه، حاكمة ولاية نيويورك كاثى هوكول التى اعتبرت الزيارة تسييس للاحتجاجات ضد الحرب، وجلباً للأضواء، قالت (عليه البقاء فى واشنطن)، فهناك الكثير من المسئوليات والأزمات الكبرى التى يتعين عليه التعامل معها، واتهمه النائب الديمقراطى أدريانو اسبايلات باستغلال هذه اللحظة لتعزيز الانقسام السياسى، الحراك جزء يسير من  توابع طوفان الأقصى، ويقينى أنها خطوة مهمة فى مسيرة طويلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية.