عاجل

محمد زيان يكتب: فرنسا وروسيا.. من أوكرانيا إلى أفريقيا.. من يربح القارة السمراء ؟

محمد زيان
محمد زيان

كانت كلمات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام الجيوش في حفل اليوم الوطني الفرنسي ١٤ يوليو بمثابة اعلان خطة جديدة وتحول في الاستراتيجة الفرنسية تجاه القارة السمراء ، وبالأحرى يمكن أن نقول تحور في السياسة الاستراتيجية والعسكرية الفرنسية فوق الارض السمرا تماشياً مع الواقع الدولي الجديد الذي أفرزته حرب روسيا أوكرانيا .

ولعل المتابع لما يجري من القوى المتصارعة ، أو أطراف الصراع والحرب الدائرة الآن في أوكرانيا ، يجد أنها تبحث لها أيضاً عن موطىء قدم في قارة أفريقيا لأهداف كثيرة تبحث عن تحقيقها  ، يمكن تلخيصها في جملتها أنها تتعلق بالنفوذ والغذاء ، والدعم السياسي الدولي ، وتجد روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين ، ودول آخرى في ماكينة الصراع على الأرض الأفريقية خلال الفترات الماضية ، مع العلم أن تاريخ الصراع في هذه الأرض ذو ماضي استعماري قديم يبدو محدداً أساسياً في صياغة نتائج الصراع بين هذه الدول وبمثابة الدفة التي توجهه ، وعليه يمكن رصد الواقع والأهداف والتحديات والمستقبل الذي يبدو على الأرض الأفريقية في مقابلة طموح الدول التي ذهبت الى هناك ، ومنها فرنسا وروسيا قلب الصراع الدائر على النحو التالي  :

نظرة لفهم الواقع :

لمعرفة الواقع الأفريقي الحالي ، نسوق سؤلاً لاستقراء طبيعة الموقف في القارة السمراء  ، وهو ما الضرر الواقع على افريقيا في ضوء الحرب الدائرة الآن  ؟ وما هو الواقع الافريقي إذن ؟ وما مدى تعاطي وتجاوب الدول الافريقية مع وجود قوى مثل روسيا وفرنسا على أراضيها ؟ وبأي القوى ترحب وتحقق طموحها في التنمية والأمن ومجالات الاقتصاد والطاقة ؟

قراءة متأنية لمجريات الأحداث في أفريقيا منذ نهاية فبراير الماضي - بداية الحرب الروسية الأوكرانية - نجد أن الواقع يتمثل في معاناة مئات الملايين في القارة جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والنقص الحاد في بعض السلع التي كانت تأتي الى القارة السمراء من روسيا وأوكرانيا ، مع توقف تدفق الحبوب الغذائية جراء وجود عشرات الملايين من الأطنان حبيسة الموانئ الأوكرانية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تفاقم أزمة وصول الحبوب الغذائية إلى أفريقيا ، وبالتالي تصاعد أزمة غذاء هي بالقطع جزء من أزمة عالمية !

بعد هذه  التقدمة حول واقع القارة الأفريقية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية ، تجدر بنا الإشارة إلى استقراء واقع التواجد الروسي والفرنسي في هذه الفترة ، وطبيعته ، ومقوماته وطموحه ، والتحديات التي تواجهه. ومستقبله .

أولاً: الوجود الروسي في أفريقيا :

رغم أن روسيا ليست من الخمس الكبار في أفريقيا ، إلا انها تحتل مكانة متقدمة في هذه الاونة ، خاصة بعد انعقاد سوتشي  التي دعا لها الرئيس الروسي " فلاديمير بوتن " ، وكانت بمثابة قاعدة الانطلاق للعلاقات بين روسيا والدول الافريقية .

وتعد روسيا هي الشريك الدفاعي في أفريقيا وأكبر مورد للسلاح ، إذ تحتل القارة السمراء المركز الثاني بعد أسيا ، وبحسب معهد استكهولم المتخصص في درسات وأبحاث  السلام الدولي  وتعد هذه مجالات عمله ، فانه بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٨ قد بلغ حجم واردات افريقيا من السلاح الروسي - باستثناء مصر - ١٧٪؜ من اجمالي واردات السلاح الروسية ، معظمها من نصيب الجزائر التي اشترت اكثر من ٩٥٪؜ منها في تلك الفترة ، ما يوضح سيطرة روسيا وفق هذه الاحصائية على سوق السلاح الافريقي ، وهو ما يؤهلها لقيادة دفة مسارات عسكرية كبرى وتحالفات سياسية واقتصادية أيضا من شأنها أن تخدم أهدافها الآنية والمستقبلية .

وكانت روسيا قد وقعت اتفاقات للتعاون العسكري مع  تسع دول افريقية ، منها انجولا ، نيجيريا ، السودان ، مالي ، بوركينافاسو ، وغينيا الاستوائية ، ما يعزز الوجود الروسي في هذه البلدان ، فضلاً عن تكريس دور الداعم في الأزمات التي تواجهها هذه البلاد في المستقبل من خلال تمركز قوات تابعة لروسيا تحفظ لها السلم والأمن ، وتساهم بقدر كبير في استقرارها .

 

ثانياً: طبيعة الوجود الفرنسي في افريقيا :

باقية هي الجمهورية الفرنسية عبر قواتها ورجالها ومؤسساتها في عدد كبير من الدول الافريقية ، ولا تزال هناك الدول الفرانكفونية التي تربطها بفرنسا علاقات حتى الآن منذ زمن الاستعمار .

وجاءت جولة الرئيس ا لفرنسي "  إيمانويل ماكرون "  التي شملت الكاميرون وبنين وغينيا بيساو، في وقت تراجع فيه نفوذ فرنسا في القارة لا سيما في القطاعين الاقتصادي والتجاري.

لكن تراجع الوجود الفرنسي في افريقيا بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية بشكل نرصده على النحو التالي :

في مالي قلصت فرنسا قوتها العسكرية ، بعدما كانت الشريك الرئيسي هناك ، وتستعد في الفترة الحالية لمغادرة البلاد مع ترك قوة مكونة من ٢٥٠٠ جندي فقط في ساحل افريقيا من الجيش الفرنسي ، بعدما تعرضت له من عملية فك الارتباط وتعاظم النظرة للقوات الفرنسية بعين المستعمر القديم ، وتصاعد فكرة طرد الجيش الفرنسي من مالي عام ٢٠٢٠ ، واحلال القوة العسكرية الروسية " فاجنر " محل القوات الفرنسية في البلاد ، ما يعد فوزاً روسياً على فرنسا في مالي ، وترى هذا محفقاً في تقلص القوات والنفوذ الفرنسي في الساحل الافريقي الى النصف .

أما في النيجر، فسوف يبقى ألف جندي فرنسي فقط مع وجود بعض القوات الجوية هناك ، بجانب تقديم دعم  استخباراتي ، في ظل وجود اكثر من ٢٥٠ جندي فرنسي بالقرب من الحدود مع دولة مالي لبحري ضد الجماعات الارهابية المرتبطة بالتنظيمات مثل داعش والقاعدة وغيرها .

ولمواجهة التراجع الفرنسي في القارة السمراء تسعى الحكومات الفرنسية المتعاقبة لترميم هذا الخلل منذ تسعينيات القرن الماضي ، لاصلاح العلاقات مع افريقيا ، لكنها تواجه بعواقب مثل تصريحات ساركوزي في ٢٠٠٧ التي قال فيها ان الانسان الافريقي لم يدخل التاريخ بعد ، بينما ركز " فرانسوا هولاند " منذ مجيئه للحكم في ٢٠١٢ على القضايا التي تخص البعد الامني مع أفريقيا ،  وبخاصة في منطقة الساحل ، وفي ٢٠١٧ التقي ماكرون في عاصمة بوركينا فاسو مع طلاب في واغادوغو وقال ان فرنسا مستعدة لدعم اصلاح خاص بالفرنك الافريقي .

سعى الرئيس  الفرنسي الحالي " إيمانويل ماكرون " لتقليل الفجوة مع الجانب الافريقي ، حين قدم دعماً مالياً ، مع  اعادة الاثار المنهوبة من الدول الافريقية  إبان حقبة الحروب والاستعمار  ، وسار ماكرون أيضاً في اتجاه دعم التكتل  الاقتصادي لدول غرب افريقيا " ايكواس " ، وفي رواندا سعى "  ماكرون"  للاعتراف بفشل فرنسا في القيام بمسئوليتها تجاه الابادة الجماعية التي وقعت عام ١٩٩٤

ثالثاً: الأهداف 

تسعى روسيا الى تحقيق جملة من الأهداف من خلال وجودها في القارة السمراء ، تبدو في مجملها تتعلق بالحشد السياسي المؤازر لها والمؤيد لقراراتها في ظل الحرب التي تقودها على أوكرانيا ، لاسميا من خلال تكتلات سياسية مؤيدة للموقف الروسي ورافضة للعقوبات التي تحاول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي فرضها عليها ، هذا من ناحية ، ومن ناحية آخرى البحث عن سوق كبير يستوعب الغذاء الذي ترغب روسيا في تصديره في الوقت الذي تمارس فيه عملية حرمان للقارة الاوروبية والدول المناهضة لها ، كذا محاربة النفوذ الفرنسي في افريقيا  ونفوذ الدول المناوئة لها ونقل المعركة الى ارض افريقيا لاجهاض تلك الدول المحاربة لها سياسيا وعسكريا لتخفيف وطيس المعركة وفتح باب خلفي للتفاوض وادارة حوار حول الازمة بمنطق " المصلحة المشتركة ".

وكان من نتيجة تحركات روسيا ، أن التزم الاتحاد الأفريقي موقفا محايدا تجاه الأزمة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية أواخر فبراير الماضي ، وامتنعت ١٧ دولة أفريقية عن التصويت على قرار في الأمم المتحدة  الذي يدين روسيا بسبب الحرب ، حيث تعتمد عدة  دول في القارة على صادرات القمح من روسيا وأوكرانيا.

أما فرنسا فتهدف من عودتها الى افريقيا الى مواجهة النفوذ الروسي هناك ، واعادة تموضعها في القارة التي كانت بمثابة بيتها منذ أزمنة كبيرة مضت ، وتحاول ارجاع نفوذها حتى لا يحدث إحلال من جانب قوى اخرى او ازاحة لمكانتها بالقارة التي لطالما كانت هي أبرز القوى المحركة لعقلها ولسانها ، بل والمتحكم الوحيد في قدراتها وثرواتها .

وتهدف فرنسا في الفترة المقبلة إلى إدارة عملية سياسية واقتصادية وأمنية ايضآ في القارة السمراء لاعادة مكانتها وحشد دول القارة في صف قراراها السياسي حال احتاجت الى ذلك لتعزيز مكانتها كقوة دولية تقود الاتحاد الاوروبي الان ، وفي مواجهة اية قوة تحاول النيل من مكانتها ، بحيث تعادل القوة الافريقية بجانب القوة الفرنسية ما يناهض قوتها في الميزان الدولي ، فضلاً هم اتجاه فرنسا لاحياء دورها والحفاظ على استمراريته بقوته .

رابعاً: التحديات 

هل يواجه الوجود الروسي والفرنسي معوقات في افريقيا ؟ ، وماهي طبيعة هذه المعوقات والتحديات  ؟

إجابة هذا السؤال تبدو سهلة ، فالوجود الروسي في افريقيا حتى الآن لا يواجه أية تحديات ولا معوقات ، ويشهد تجاوباً وتقدماً في دول افريقية عديدة  كونه لم يأتي مستعمراً ولا محتلاً ولا طامعاً في ثروات القارة السمراء ، مايقول أن محور العلاقات الروسية الافريقية في تقدم ، على الجانب الاخر يواجه الوجود الفرنسي عدة تحديات ومعوقات منها ، دعوات الشباب الافريقي المثقف لالغاء التعامل بالفرنك الافريقي وهو العملة المستخدمة في دول افريقيا الغربية ، ويعتبر التيار الثقافي الافريقي الصاعد أن الوجود الفرنسي يغذي الشعور بالمظلومية  ، فضلاً عن فشل فرنسا في الحرب  على الارهاب ، وكراهية الافارقة لما يواجهون به من اللهجة الاستعمارية في حكومة ساركوزي وماكرون ، كذا الحرب في ساحل العاج ، بالاضافة الى عوامل قبلية واجتماعية ضد فرنسا ، مثلا تجد فرنسا حليفة لقبائل الطوارق الانفصاليين في شمال مالي .

خامساً المستقبل الروسي:

كان الاتحاد السوفيتي حليفاً وداعماً لحركات التحرر الأفريقي إبان الحقبة السوفيتية ، ما جعل لروسيا رصيدا ايجابياً عند دول القارة ، وعليه تسعى روسيا من خلال وجودها في القارة السمراء الى كسب رأي عام دولي مساند لها بحيث لا يلقي اللوم عليها في الحرب ولا في أزمة الغذاء العالمية ولا أزمة الأسمدة، ومن ثم مساندتها في المحافل الدولية في مواجهة العقوبات الدولية المفروضة عليها والتي تتصاعد .

وأضافت روسيا إلى أسلحتها في الحرب ، الغذاء  بجانب الطاقة  ، التي تعد بمثابة السلاح القديم الجديد ، وإن  كان مجدياً في حربها مع أوكرانيا  وتوجيهه لدول الاتحاد الأوروبي التي تساند وتضغط في اتجاه اخراج روسيا من الحرب غير منتصرة ، وبعد استخدام روسيا حرب الغذاء  كورقة ضغط وقوة جديدة لإرساء معالم تحالفات سياسية صاعدة في المستقبل ، وفرض نظام عالمي قطبي جديد قائم على عدم قيادة الولايات المتحدة للعالم كقطب آحادي ، بل ورسم خريطة جديدة للعلاقات السياسية بينها وبين دول القارة الأفريق ية لضمان عدم تضييق الخناق عليها بالعقوبات .

ويجدر بالمتابع أن يلحظ جولة وزير الخارجية الروسي،  " سيرجي لافروف " في الفترة الأفريقية  في دول الشرق الأفريقي ، عبر محطات أربع شملت مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا، بهدف حشد الدعم لبلاده لتعزيز موقفها في ظل العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة عليها بسبب حربها ضد أوكرانيا.

وتوج لافروف جولته الافريقية بالدعوة إلى عقد قمة روسية أفريقية في عام ٢٠٢٣ .

سادساً: المستقبل الفرنسي

وصل الانفاق الاوروبي في القارة السمراء الى ١٥٠ مليار يورو لمواجهة النفوذ الروسي والصيني الصاعد ، وتسعى فرنسا - ومن خلال عودتها - القارة السمراء مرة آخرى إلى ترسيخ أقدامها .

وعلى الصعيد العسكري والامني ، ورغم اتجاه فرنسا لتخفيض قواتها في مالي ، الا ان القوات الخاصة الاوروبية " تاكوبا " التي اطلقتها فرنسا منذ عامين تظل رمز السياسة الدفاعية الاوروبية في افريقيا والتي تعول عليها باستمرار وجودها العسكري في غرب افريقيا في مواجهة النفوذ الروسي العسكري الصاعد.

ولعل التحالفات الفرنسية والتواجد الذي تحظى به الجمهورية الفرنسية سياسيا في دول افريقية عديدة من خلال شراكات سياسية واقتصادية وأمنية ، مثل أنغولا وجنوب أفريقيا وبوركينا فاسو والكاميرون وكوت ديفوار وكينيا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال وجمهورية كونغو الديمقراطية وتونس ، تعمل فرنسا من خلال التعليم ومنح  فرص  التنقل والحوكمة والتنمية الاقتصادية، وهي مجالات العمل المشترك التي تؤهلها للمستقبل في القارة السمراء  .

وتبقى ملفات مثل الحقبة الاستعمارية وموت الشباب الافريقي في البحر بحثا عن الوصول الى اوروبا في وقت تخفض فيه فرنسا عدد التاشيرات الممنوحة لدول افريقية هي من محددات العلاقة مع القارة الافريقية ، بحيث يجب على فرنسا تطويرها لدخول المستقبل في افريقيا وبقوة اذا ما حسنت هذه الملفات .

ماذا تفعل فرنسا ؟

يرتبط اسم فرنسا منذ التاريخ بالقارة الافريقية ، وقد ساهمت في تطوير برامج ثقافية وتعليمية في عدد كبير من دول القارة في اطار " الفرانكفونية " وكان البعد الثقافي هو المحور الذي يربط ما بعد الاستعمار افريقيا بفرنسا ، وبعد تراجع الدور الفرنسي بالقارة نتيجة لعوامل ومتغيرات كثيرة ، أضحت بحاجة الى اعادة صياغة سياستها - ليست الامنية فقط - ولكن على الصعيد السياسي والثقافي والاقتصادي ، وبينما تسير في الجانب الاقتصادي بشكل متوازن ،. الا انها بحاجة الى تقوية روابطها  الثقافية مع الاجيال الصاعدة في افريقيا ،. والعودة الى القارة مرة اخرى في اطار تعاون ثقافي واجتماعي وصناعي معتمدة على قوة دولية فاعلة تربطها بالقارة روابط قوية تعمل قنطرة اتصال لترميم الخلل الذي حدث في العلاقات ، فضلا عن اهمية الجانب التعليمي والصناعي واعادة توجيه مبادرات فرنسية نحو تطوير العقل الافريقي ، وزيادة تمويل البعثات التعليمية ،

أخيراً : من يكسب من في أفريقيا ؟

تسعى فرنسا الى تسويق استراتيجيتها الجديدة في القارة السمراء ، والتي تتضمن محاور التعليم ، الكهرباء ، ثقافة الحكم الرشيد ، وقضايا الامدادات الغذائية بعد الحرب الروسية الاوكرانية ، بينما تسعى روسيا الى الفوز في لعبة التكتلات الدولية والاستفادة من السوق الافريقي في بيع الغذاء والاسمدة ، ولا تزال افريقيا تعاني من ازمة غذاء ضربتها جراء الحرب بين روسيا واوكرانيا .

وإزاء هذا الموقف يمكن لأفريقيا أن تحقق اكبر قدر من الاستفادة من طرفي الصراع الدائر على اراضيها ، لسد أزمة الغذاء ، وتحقيق التنمية السياسية والثقافية والتعليمية والاقتصادية من الجانب الفرنسي ، وبالتالي فان الصراع الروسي الفرنسي الدائر على  أرض افريقيا ربما يتجه لنقطة التعادل وعدم تغليب أي طرف على الآخر من جانب البلدان الافريقية لتحقيق اقصى استفادة ممكنة في ضوء الصراع الدائر !

وفي هذا السياق تقوم مصر بدور مهم ومحوري في استقرار الاوضاع في القارة السمراء ، بالنظر الى ادارة حوار  بين القوى الدولية التي ذهبت الى افريقيا من خلال  تعادل العلاقات وتوازن القوى ، فضلاً عن المصلحة العليا الايرانية اليها مصر بعين الاعتبار ، وكثرة اقتصادية صاعدة ينظر اليها بعين الاعتبار في القارة الافريقية ويمكنها ان تكون ملتقى الفاعلين الدوليين للحوار وتحقيق السلام والاستقرار .