الإخوان استغلوا الفتاوى لجمع أموال الزكاة وتوظيفها فى دعم الإرهاب والتطرف

سنوات الاختطاف| الجماعات المتطرفة سيطرت على الخطاب الديني لعقود.. والتجديد وسيلة الإنقاذ

الإخوان جماعة الفتن والإرهاب -د. جمال فاروق - د. سامى العسالة
الإخوان جماعة الفتن والإرهاب -د. جمال فاروق - د. سامى العسالة

«الضرورات تبيح المحظورات» نهج ثابت اتبعته جماعة الإخوان الإرهابية لتأويل الفتاوى والدين لخدمة مصالحهم، وعلى مدار سنوات عملت أبواق طيور الظلام على نشر الفتن والتطرف ومحاولة نشر الفكر الإخوانى بشتى الطرق من خلال وجوههم المقنعة بالزيف والخداع، إلا أن الدولة المصرية وبعد إنهاء عهدهم الذى ثار عليه الشعب المصري، تصدت لهم بيد من حديد وتكاتفت كل المؤسسات الدينية من أجل تجديد الخطاب الدينى الذى دعا له الرئيس عبد الفتاح السيسى وحث كل المسئولين عليه، وبالفعل تم التصدى لفتاواهم العشوائية التى كانت تدس السم فى العسل مشوهة الدين وكذلك صورة المصريين .

 

وكان «رمضان» الشهر الكريم بمثابة «موسم» لهم، تنشط أبواقهم ورموزهم لإعطاء الفتاوى وشرح وتفسير الدين على أهوائهم وتكفير وتحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه، لذا حرصت «الأخبار» على رصد أبرز فتاواهم العشوائية وجهود الدولة للتصدى لهم.


غرائب الفتاوى


يعتبر شباب الجماعة أداة فى أيدى أئمتهم، يسيرون على مبدأ السمع والطاعة دون بحث أو علم أو فهم صحيح، ودائما ما يسعى أصحابها أو المؤيدون لها لإعادة نشرها أو التذكير بها قبل أيام من الشهر المبارك، فمن الفتاوى الغريبة التى ظهرت حول شهر رمضان، فتوى عدد من قيادات الإخوان من بينهم أكرم الكساب، عضو ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» والداعية الإخوانى، حيث أفتى بأنه يجوز لأعضاء الإخوان المشاركين فى المظاهرات أن يفطروا، واصفا مظاهراتهم بأنها جهاد فى سبيل الله، على حد قوله.


لم يتوقف الأمر عند الإفطار فحسب فى نهار رمضان، بل أفتوا أيضًا بجواز توجيه أموال الزكاة إلى قيادات وعناصر الإخوان فى السجون باعتبارهم من فئة المحتاجين، وظهر أيضًا منهم من أباح تدخين السجائر فى نهار رمضان دون أن يبطل صومه، وأضاف على ذلك تنظيم داعش الإرهابى الذى أصدر فتوى فحواها أن النساء الصائمات ممنوعات من الخروج إلى الشارع، أو خارج منازلهن، حتى وإن كنّ يرتدين نقاباً، فى نهار الصوم، بمزاعم أن المسلم قد يبطل صيامه إذا رأى امرأةً، فإذا اضطرت المرأة للخروج، لا بد من فعل ذلك بعد صلاة المغرب، مع مرافقة محرم لها.


يعتبر ملف تجديد الخطاب الدينى فى الفكر والعلوم الدينية على رأس أولويات الأزهر الشريف وخاصة بعد تواجد تلك الجماعات التى تقوم بتقديم تفسيرات خاطئة للتراث مما يمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع، لذا كان للأزهر جهود كبيرة فى هذا الشأن حفاظًا على استقرار المجتمعات، وقامت المؤسسات الدينية بضبط فوضى الفتاوى والمفتين عبر وضع آلية قانونية لمنع غير المتخصصين ‏من الإفتاء، وذلك من خلال إبراز الشروط الواجب توافرها فى العلماء المجتهدين المتصدين للفتوى وفق المنهج الأزهرى فى ضبط علوم الدين ‏وصناعة العلماء، كما تم إنشاء «مرصد الأزهر العالمى لمكافحة التَّطرف» باثنتى عشرة لغة؛ ليكون عين الأزهر النَّاظرة على العالم، وكذلك «مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية».


كما تم إنشاء «مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف»؛ ليكون بمثابة انطلاقة جديدة تعتمد الحوار الفكرى والدينى والحضارى مع أتباع الأديان والحضارات الأخرى سبيلًا للتَّوافق والتَّعايش، كما تم إنشاء «أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ والمُفتين المصريين والوافدين»؛ لتعزيز وسطية الإسلام ونشرها -من خلال هؤلاء السفراء الأزاهرة الوسطيين- فى ربوع العالم أجمع، بالإضافة إلى تطوير مناهج الأزهر الشريف بما يُناسِب روح العصر وأصالة النص.
وعلى المستوى الإلكترونى فلم تغفل دار الإفتاء فى مسيرتها مسايرة العصر والتطور التكنولوجي، فتقوم بأنشطة دعوية إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجاوزت 10 ملايين متابع من خلال نشر أفكار التجديد، وقد تجاوزت نسبة المشتركين فى هذه المواقع الملايين، وأنشأت ما يقرب من ١٨ منصة تعبر عن منهجها وتذيع أفكارها من خلالها، كما أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية حسبما عرض الفيلم الوثائقى أربعة وخمسين تقريرًا حول الفكر المتطرف، كما أصدرت الدار الدليل المرجعى لمكافحة التطرُّف فى أكثر من ألف صفحة إلى جانب كتابها المهم حول التأسلم السياسي.


القرضاوى مرجعيتهم


يقول د. سامى عوض العسالة، مدير التفتيش العام الدينى السابق بوزارة الأوقاف، إنه بعد سقوط حكم الإخوان، خاضت الجماعة فى إصدار الفتاوى والبيانات التى تحرض صراحة على استخدام العنف والإرهاب ، والتفجير، وترويع الآمنين، وإحداث فوضى مجتمعية،والدعوات المتكررة للتظاهر غير السلمي، ونشر الشائعات.


وأضاف مدير التفتيش السابق، أن فتاواهم دائمًا ما تشتمل على الحث على العنف والقتل، بجانب إحداث فتنة طائفية داخل المجتمع المصرى , وهم يعتمدون فى فتواهم الإقصائية والمتشددة على مفتيهم ومرشديهم وعلى رأسهم القرضاوى حيث يعتبر المرجعية الدينية الأهم للإخوان ، حيث أفتى بجواز القيام بعمليات انتحارية، وهى الفتوى التى تستند اليها الجماعات الإرهابية فى تجنيد الشباب المسلم للقيام بعمليات انتحارية.


وأضاف د. العسالة، أن تلك المظاهرات هى صورة من صور الرباط والجهاد فى سبيل الله بالنسبة إليهم، وأنها أمر بمعروف ونهى عن منكر، وقد استطاعت الدولة بفضل الله تعالى للتصدى لهذه الفتاوى المتشددة من خلال مؤساساتها الدينية كمشيخة الأزهر، ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، وقصر الفتاوى عليها فقط ، والرد على فتاوى الإرهاب والتشدد من خلال مراصد الفتاوى المتعددة لهذه المؤسسات، ومن خلال علمائها الأجلاء، والمنابر الدعوية، والندوات الفكرية، والمؤتمرات العالمية التى يعقدها الأزهر أو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف أو دار الإفتاء ، والإصدارت العلمية التى تصدرها هذه المؤسسات.

وأشار مدير التفتيش السابق إلى أهمية المؤلفات والإصدارات المهمة لفضيلة شيخ الأزهر، ومعالى وزير الأوقاف وفضيلة المفتي، وكذلك الخواطر الدعوية التى تقدم فى وسائل الإعلام ، أو من خلال المساجد والتجمعات، وإصدار قوانين ضبط الفتاوى ، وقصر الخطب والدعوة على علماء الأزهر، وهنا يجدر بنا أن نقدم الشكر والثناء لعلمائنا الأجلاء وعلى رأسهم فضيلة الإمام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومعالى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة وفضيلة مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام على ماقدموه ومايقدمونه لرد هذه الشبهات والرد على فتاوى التشدد والتطرف ، وتصحيح المفاهيم، والعمل على تصويب وتجديد الخطاب الديني.


غير متخصصين


أما د. جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية سابقا بجامعة الأزهر، فأكد على أنه منذ قديم الأزل اعتمد الإخوان مثل الخوارج على تشتيت وحدة الصف وحاولوا تفتيت المصريين ولكنهم فشلوا فى ذلك، ودائمًا ما يصدرون الفتوى من غير متخصص ودون الالتزام بالطرق الصحيحة والمرجعيات السليمة فى إصدارها، ولكن الدولة المصرية استطاعت بالتكاتف مع المؤسسات الدينية البحث وتفنيد هذه الفتاوى.


وأضاف عميد كلية الدعوة الإسلامية السابق، أنهم يحرصون على أن تتماشى الفتاوى مع مصالحهم وليس مصلحة الوطن، ولذلك بالوعى من الشعب المصرى وتصدى المؤسسات الدينية بكل قوتها لمثل هذه الفتاوى المخربة وغير المستندة على أى أسس سليمة، وكشف الشعب المصرى مخططاتهم ووقف فى وجه تجار الدين بكل شجاعة ودون خوف للحفاظ على وحدته وسلامة أرضه ووطنه .

إقرأ أيضاً|حصار «مدينة الإنتاج الإعلامي» في «الاختيار3»| فيديو