باختصار

برازيل مصر

عثمان سالم
عثمان سالم

من منا لايحب الكرة الإسماعيلاوية الملقبة ببرازيل مصر والعرب.. لكن وبكل أسف وأسى لم تعد الموهبة التى تعطى المتعة شعار الدراويش فى السنوات الأخيرة بعد أن تم تفريغ الفريق من نجومه وآخرهم محمود متولى الذى رحل إلى الأهلى.. ولم يعد كافياً تغيير مجلس إدارة أو مدرب أجنبى أو مصرى.. فاللاعبون الموجودون لم يعودا قادرين على تحمل تبعات القميص الذى شرف بارتدائه العديد من النجوم خاصة الأجيال الذهبية من عائلة ابوجريشة وغيرهم وآخرهم القيصر حسنى عبدربه الذي تولى مؤخرا مهمة مدير الكرة مع الإسكندرانى حمد إبراهيم..

ولم تكن البداية مبشرة فخسروا امام الجونة فى الإسماعيلية وعلى الملعب المرعب للكبار قبل الصغار.. لقد تابعت المباراة من بدايتها ولاحظت مشهدا غريبا يتناقل اللاعبون الكرة ما بين الدفاع وحارس المرمى وتصورت أن هذه خطة فنية لجر المنافس إلى منطقتهم ثم الانطلاق فى المساحات الخالية.. لم يكن الإسماعيلى شيئاً للغاية فى المبارة ولكن لاعبيه كانوا أشباحاً فهم مهزومون نفسياً بعد أن توقف رصيدهم عند ٣ نقاط جمعوها من عشر جولات فى الدورى.. أى أنهم فقدوا ٢٧ نقطة كاملة فى الثلث الأول من المسابقة.. ولن أكون متشائماً إذا قلت إن ما حدث فى الموسم الماضى بالفوز فى سبع مباريات متتالية تحت قيادة إيهاب جلال قد يصعب تكراره هذا العام بسبب شدة المنافسة بين كل  الفرق خاصة المهددة بالهبوط مبكراً مثل ∩ايسترن كومبانـى∪ الشرقية للدخان والمقاصة وحتى المقاولون وطلائع الجيش وغيرها.. وهنا تكمن الخطورة فى إمكانية العودة من بعيد.. مجلس الإسماعيلى بقيادة يحيى الكومى يحاول لملمة شتات الفريق لكنه لا يملك عصا سحرية ويحتاج لدعم ومؤازرة كل أهل المدينة وضواحيها العاشقين للكرة الجميلة وفى مقدمة هؤلاء النجوم القدامى ومنهم عائلة أبو جريشة التى تعتبر أكسير الحياة للنادى وكرته المتميزة للغاية.. الجماهير العاشقة للون الأصفر عليها دور كبير فى المساندة الواعية بمعنى عدم الضغط على اللاعبين والجهاز الجديد ولابد من الصبر على أمل تحسن النتائج قبل الأداء فلابد أن يخرج الفريق من هذه الشرنقة للابتعاد قليلا عن صراع المؤخرة.. المشكلة ليست مادية ولافنية بقدر ماهى حالة نفسية تصيب اللاعبين بالهلع فى مواجهة المنافسين جميعاً.. لم يعد الإسماعيلى البعبع الذى يخشاه الكل على ارضه وخارجها بل أصبح صيداً سهلاً للطامعين وكأنه لقمة سائغة للطيور الجارحة.. يحتاج حمد لأعصاب من فولاذ وبرود جبال سيبريا لأن المهمة ليست سهلة وتتحكم فيها عوامل كثيرة ليست فنية فقط..

كما أسلفت.. لكن لها جوانب كثيرة.. والشىء الإيجابى.. ربما الوحيد وقوف الإعلام بكل ألوانه ومكوناته خلف الفريق مساندين وداعمين ليتجاوز محنته الممتدة منذ سنوات.. والسؤال المنطقي: هل من الممكن تصور الدورى بدون الإسماعيلي.. وهل يكون هبوطه لا سمح الله المسمار الأخيرة فى نعش الأندية الجماهيرية المهددة بالانفراط.. لا أتمنى ذلك.. ومن هنا تكون مهمة إنقاذ الدراويش وكرتهم الجميلة حتى نحافظ على البقية الباقية من الأندية الشعبية.