وداعاً «رحيق النعناع»

الوداع يا صاحب النعناع

عبدالقادر محمد على
عبدالقادر محمد على

أبعدتنى كورونا عن معشوقتى الأخبار سبعة عشر يوما علمت خلالها بمرض أحن وأطيب قلب وإيداعه المستشفى، هو ملك صالة التحرير، هو صاحب البسمة بعد رحيل العملاقين أحمد رجب ومصطفى حسين، هو عمى عبدالقادر محمد على الذى كان وجوده بمثابة رمانة الميزان فى صالة تحرير الأخبار، دائما كنت أقبل رأسه فور دخولى صالة التحرير،

دائما كنت أبحث عنه لأبدأ يوم الديسك، أرى فيه حماس الشباب، أراه أبا حنونا، أراه يمسك الماكيت ليسطر بقلمه تبويب العدد الجديد فى مهمة امتدت لأكثر من خمسة وأربعين عاما، ابتسامته تسبق كلماته، هو بحق الأب الروحى لكل الزملاء بمؤسسة أخبار اليوم، وكأننا على موعد مع فراق جديد بعد رحيل الكاتب الكبير ياسر رزق، فراق كتب علينا فى دنيا فانية ليترك لنا غصة فى القلب وحزنًا لن تمحوه السنون، يرحل الأحباب الواحد تلو الآخر، والخسارة لا تعوض،

هى سنة الحياة لكن ألم الفراق يجعل أعيننا بحورا للدمع، كم كنت أشتاق لرؤية عم عبدالقادر قبل رحيله، كم كنت مشتاقا لآراه بعينى وألقى نظرة الوداع، كم كنت مشتاقا ليضمنى إلى حضنه لأقول له أبدا لن أنساك، أبدا لن تغيب.