فوق الشوك

مصر جميلة

شريف رياض
شريف رياض

الجمال عملية نسبية يختلف الإحساس به من شخص لآخر،.. لكن للأسف هناك من لايرون الجمال أبدا أو بمعنى آخر لا يرون إلا النصف الفارغ من الكوب أما النصف الممتلئ فلا يقع أبدا فى دائرة أبصارهم.

كل شيء فى مصر يرونه سلبيا ومحبطاً رغم أن مصر جميلة فعلا ومستقبلها مشرق بإذن الله وتزداد جمالا لا أقول عاماً بعد عام وإنما شهراً بعد آخر وربما اسبوعاً بعد آخر مع توالى افتتاح المشروعات العملاقة.. والذى لايرى جمال مصر إما أنه لايريد أن يراه متعمداً أو يراه لكنه ينكره لغرض فى نفس يعقوب!

أعرف وأقدر تماما حجم المعاناة التى يتحملها متوسطو ومحدودو الدخل وليس الفقراء فقط بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة والخدمات لكن هل تكون هذه المعاناة سبباً كافيا لإنكار أى شىء جميل فى مصر؟.

كيف لايرى بعضنا جمال مصر وصورتها الجديدة وهى تشهد كل يوم انجازات رائعة فى جميع المجالات.. طرق ومحاور مرورية عملاقة فى جميع المحافظات وكباري تربط ضفتى النيل.. مدن جديدة تحت الانشاء ستغير وجه الحياة فى مصر.. عشوائيات تزال بالكامل لتحل محلها عمارات أنيقة تسلم لسكانها الأصليين مفروشة تحيطها كل الخدمات من مساجد وكنائس ومدارس ومستشفيات وأسواق نموذجية.. محطات كهرباء أنهت معاناتنا من انقطاع التيار حتى أصبح لدينا فائض فى الطاقة الكهربائية نصدره للخارج.. أكبر محطة طاقة شمسية فى العالم فى أسوان.. محطات مياه أو تحلية لمياه البحر لتوفير مياه الشرب النقية فى جميع ربوع مصر.. إنتاج متعاظم من الغاز الطبيعى حققنا به الاكتفاء الذاتى وثروات بترولية تتدفق كل يوم فى صحارى وبحار مصر.. مستشفيات ومدارس وجامعات جديدة حديثة ونظام جديد للتأمين الصحى الشامل يوفر العلاج لكل مواطن.. لا أريد أن أطيل لكننى أعيد طرح السؤال: "كيف يتغافل البعض عن كل هذه الانجازات التى تحققت فى سنوات قليلة"؟

على صعيد آخر طورت مصر قواتها المسلحة تسليحا وتدريبا على أعلى مستوى حتى أصبح جيشنا يحتل المرتبة التاسعة بين أقوى جيوش العالم.. وحقق اقتصادنا مؤشرات ايجابية فى موازنة العام الماضى رغم أزمة "كورونا" ولولا التنفيذ المتقن لبرنامج الاصلاح الاقتصادى والتعامل بمنهجية استباقية ما نجحت مصر فى احتواء تداعيات هذه الازمة وتخفيف حدة الصدمة لتصبح مصر ـ كما ذكرت وكالة بلومبيرج الأمريكية ـ ضمن الاقتصادات العشرة الأسرع نموا على مستوى العالم فى ٢٠٢٠ وتسجل ثانى أعلى معدل نمو اقتصادى فى العالم ٣.٦٪ وفقا لتقرير صندوق النقد الدولي.

وحسبما أكد د. محمد معيط وزير المالية فى تقرير "التحدى والانجاز" عن أداء الاقتصاد المصرى فى ٢٠٢٠ أن تقديرات المؤسسات المالية الدولية عكست صلابة الاقتصاد المصرى حيث وصف تقرير البنك الدولى ـ على هامش اجتماعاته السنوية ـ مصر بأنها النقطة المضيئة فى أفريقيا بعد أن ارتفع الاستثمار الأجنبى المباشر بها بنسبة ١١٪ خلال العام المالى الماضى مقارنة بالعام السابق ٢٠١٨/٢٠١٩.. كما احتفظت مصر بثقة مؤسسات التقييم العالمية الثلاث "ستاندرد آند بورز وموديز وفيتشى" خلال فترة من أصعب الفترات.

وأضاف الوزير ان مصر وفقا لتقرير صندوق النقد الدولى تعد الدولة الوحيدة التى ستحقق نمواً اقتصاديا ايجابيا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال العام المالى الحالى حيث يتوقع الصندوق التعافى السريع للاقتصاد المصرى على المدى المتوسط وارتفاع معدل النمو لأكثر من ٥٪.

الحديث عن مظاهر الجمال فى مصر يحتاج كتبا وليس مقالات.. ومانراه يوميا من أفلام عن الانجازات والمشروعات الجديدة عبر جميع الفضائيات خير دليل على ما أقول.. شىء مبهر يدعو للفخر. كلمة أخيرة لمن ينكرون كل هذا الجمال ولا يرون إلا مظاهر الفقر وارتفاع تكلفة المعيشة "اتقوا الله".. دول عديدة عانت أكثر مما نعانى وتحملت شعوبها وصبرت حتى تحولت الى اقتصادات عملاقة وتغير فيها وجه الحياة بالكامل.