طلقات

أشرف رمضان يكتب: تحرير سيناء.. وأطفال غزة

أشرف رمضان
أشرف رمضان

سيناء، أرض الفيروز، أرض الأنبياء والشهداء، أرض التاريخ والحضارة، القطعة الأغلى في جسد الوطن، التي ارتوت بدماء الشهداء، الأرض المنقوشة على جدران الوجدان المصري، أرض مقدسة بل إنها «قدس الأقداس»، عقيدة راسخة في الأذهان، حبها مُقترن بالإيمان، تقف شامخة في وجه أي عدوان، حارسة لبوابة مصر الشرقية لننعم بالأمن والأمان.
42 عامًا مرت على تحرير سيناء، لكن الذكرى هذا العام، لها طبع خاص، احتفال ممزوج بالألم، لما يحدث لأهلنا في غزة المحاصرة، تأبى دولة الاحتلال أن تعيش في سلام، بل سياستها التدمير والخراب، بعدما ارتكبت أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حرب إبادة جماعية لشعب أعزل محاصر، ولم تكتف بذلك بل تواصل مساعيها بمباركة أمريكية لتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول الجوار.
مصر قيادةً وشعبًا، تحمل على عاتقها همّ القضية الفلسطينية، لم تكتف مصر بالإدانة والشجب أمام مجتمع دولي عاجز على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بل أصرت وتصر وتُنصار المطالب العادلة لأهل فلسطين، تقف مدافعة عن قضيتهم المشروعة، أول دولة انتهجت سياسة الضغط لإدخال المساعدات لأهل غزة، حتى أصبحت أكبر دولة مانحة، فتحت حدودها ومجالها الجوي لكل من يريد إدخال مساعدات عبر منفذ رفح.
بالأمس، نظم مجلس القبائل والعائلات المصرية، احتفالية كُبرى على أرض العاصمة الإدارية بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، رأيتُ أهل غزة في الصفوف الأمامية للحفل، عادت البسمة لوجوههم، غنوا ورقصوا وهللوا، وكأنهم متشوقون للحياة، ينادون العالم بأعلى أصواتهم «نحن الغزاوية نحب الحياة مثلكم، انجدونا من الدمار والخراب».
أطفال غزة، كان لهم نصيب الأسد من الفرحة، دعاهم النجم تامر حسني الذي كان يحيي الحفل ليشاركونه في الغناء على المسرح، هرول الأطفال نحوه يتمايلون معه كالزهور الصغيرة التي ارتوت لتوِها الآن.

تحية واجبه لمجلس القبائل والعائلات المصرية، الذي يؤدي دورًا وطنيًا عظيمًا تجاه القضية الفلسطينية، فلا يمر يوم إلا ويدخل مساعدات لأهالي غزة، نظم مئات الفعاليات لدعم القضية، كتب فصلاً جديدًا مشرفًا بحروف من نور في سجل التاريخ، فكل فرد في مجلس القبائل «معجون وطنية»، يؤمن بأن حب الوطن لا يحتاج مساومة، ولا مزايدة، ولا شعارات رنانة، ولا يحتاج لآلاف الكلمات، بل حب الوطن أفعال، وآمال وطموحات، آمال تتجه إليه، وطموحات ترتبط به.