حديث وشجون

اللهم عبورا دائما

إيمان راشد
إيمان راشد

٤٧ عاما وقرابة من نصف قرن مرت على عبور مصر العظيم من اليأس إلى الانتصار..عبور دفع ثمنه من دماء زكية فمهدللمصريين على مر الأجيال ان يرفعوا رأسهم عاليا امام العالم كله
وقتها كنت صغيرة لا أعى سر هذه الفرحةالعامرة فى ربوع مصر ولكن بعد سنوات شاء حظى أن أمرض وأنا بصحبة زوجى بألمانيا وذهبت إلى الطبيب وكم كانت سعادتى وفخرى أنى مصرية مما سمعته من هذا الطبيب والذى أوضح وكرر على مسامعى أننا أهل حضارة كبيرة قبل كل بلاد العالم وأن المصرى الفرعون لا يقبل الهزيمة كأجداده ولذلك فإن هؤلاء الاحفاد تمكنوا من قهر العدو الاسرائيلى واستعادة أراضيهم.. واستمر الطبيب فى سرد تاريخ بلدى والاثار التى تعج بها بالاقصر واسوان والصعيد والذى انبهر بها أثناء زيارته لمصر... ولن أخفيكم سرا هذه الاماكن لم أكن زرتها فخجلت من نفسى وقررت أن أزورها بعد عودتى.. المهم أن هذا الطبيب أعاد لى قيمة الكشف مما أثار دهشتى فذلك لا يحدث أبدا فى ألمانيا ولكنه أجاب على حيرتى بقوله أنت مصرية ودى أقل هدية..
هذا العبور والفخر والانبهار العالمى مر عليه أكثر من ثلاثة وخمسين عاما وعلينا ان نبذل جهدنا لاستمراره فنحن الان فى معركة حياتية أمواجها عاتية.. نعم العالم صفق لنا طويلا بعد ثورة بيضاء ٢٠١١ ولكن هو يترقبنا ويرصد خطواتنا ومثلنا أخطاؤه أوسقوطه لا يغتفر.
وبغض النظر عن العالم والدنيا كلها فلأنفسنا وكما فعل أجدادنا علينا تقديم كل غال وثمين لمستقبل أحفادنا من يرى خطأ يصوبه.. نعم كلنا نعانى ولكن كثيرا من العمل والصبر الاجتهاد وكثيرا جدا جدا جدا من الضمير سترتفع راية مصر عاليا دائما وسنصل إلى بر الامان.