أحلام مصرية جداً

النجاح يولد من رحم المعاناة

نهاد عرفة
نهاد عرفة

ذكرتنى قصص النجاح الرائعة لشباب الثانوية العامة بقول الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشة، إن ما لا يقتلك يجعلك أقوى، «آية وإبراهيم وجهاد وباسل ومحمد»، وغيرهم الكثير ممن لم يسلط الإعلام عليهم الضوء، الظروف الصعبة والقاسية التى حمَلت أسرهم الكثير كانت دافعاً ليس للنجاح فقط بل للتفوق فى الثانوية العامة، آية تساعد والدتها فى فرش الأحذية وبيعها وتقاتل حتى نالت 99.5%، ابراهيم يساعد والده فى بيع الفريسكا وينال 99.6%، جهاد التى حملتها صديقتها على ظهرها طوال أيام الدراسة تهزم ضمور العضلات بـ 95% وتحقق حلم التفوق، باسل مصاب بضمور فى العضلات بروح المقاتل حصل على 99.7%، ومحمد أيقونة التحدى الذى هزم ضمور العضلات ورفض دخول امتحانات الدمج وخاض امتحانات الثانوية العامة بتفوق منذ أربع سنوات وليسلط عليه الضوء مرة أخرى بعد تفوقه بامتياز فى ليسانس الحقوق بجامعة الزقازيق، قصص نجاح تفوقهم أشعلت وسائل التواصل الاجتماعى وبرامج التوك شو فى الفضائيات، ونماذج أخرى كثيرة تمتلئ بهم قرى ونجوع ومحافظات مصرـ لنبحث عنهم، أو ليقدموا أنفسهم قدوة للأجيال الشابة، فالنجاج يولد من رحم المعاناة، المعاناة قد تدفع البعض للانهزامية، أو تدفعهم للتحدى وتنمية وتطوير مهاراتهم، آية وابراهيم وجهاد وباسل ومحمد لم يلقوا باللوم على الظروف الصعبة التى يمرون بها، بل كانت دافعاً للتحدى، لقد تحملوا هذه الظروف وتعاملوا معها بواقعية وقاموا بتوظيفها لصالحهم حتى وصلوا لهذه النتيجة المبهرة، لم يكن أمامهم للخروج من المعاناة سوى الكفاح، وليؤكدوا ماقاله علماء النفس أن فرص النجاح ترتفع عند حدوث المعاناة. ولأن لا أحد يستطيع تحقيق النجاح وحده، فقد كان وراءهم من كانوا يشدون أزرهم ويساعدونهم، آباء وأمهات نالوا شرف الأبوة والأمومة بالصبر والكفاح والمثابرة لتعليمهم وتوفير الوقت لفرص نجاحهم وتفوقهم، فالتنشئة الأسرية السليمة لا ترتبط بالغنى والفقر، قد تكون الأسرة فقيرة، وقد يكون الآباء غير متعلمين، ولكن لديهم من الثقافة الفطرية ما يجعلهم السند والقوة لنجاح الأبناء وتخطى الصعاب، تحية لهم جميعا، وتحية لهؤلاء الشباب، وأمثالهم كثيرون، سيمفونية نجاح تمتلئ بهم مصر التى تنتظر منهم الكثير والكثير، ولا خوف عليك يامصر مادمت تحملين أمثال هؤلاء، سواعد المستقبل وآباء وأمهات الغد المشرق بكافحهم،