بدون أقنعة

تهديد فشنك

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

أمس وقبل يوم من انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا خرج مجنون تركيا رجب أردوغان يسبق الأحداث والجلسات ليهدد أوروبا بأن طريق السلام فى ليبيا يمر عبر أنقرة.. هو يعرف النتائج مسبقا ويعلم بأن أوروبا لن تساند خطواته المتسرعة ويعلم أن أى وضع جديد هناك لن يكون فى صالحه وحلفائه من المليشيات.. ويعرف أن كل الأحداث تقود إلى وضع جديد يخرجه من التحكم فى مستقبل البلد الشقيق.
يقول إنه لن يسمح بسقوط حكومة السراج عميله وحليفه الخائن الذى وقع معه معاهدة مشبوهة.. مجنون تركيا يعلم علم اليقين أن حكومة السراج باتت على المحك وأن شرفاء ليبيا لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام محاولات عدم الاستقرار فى ليبيا وأن محاولات الإخوان الإرهابيين أصبحت مكشوفة للعالم أجمع وأنهم مهما حاولوا دعم ومساندة عملائهم فإن الغد القادم لن يسمح لهم بالتواجد هناك.. وأن بقية الحلفاء بقيادة الغنوشى فى تونس المجاورة لن يستطيعوا معه صبرا بعد أن كشفهم شعبهم.
حاول أردوغان أن يستخدم دول جوار ليبيا لإدخال المرتزقة والمليشيات المسلحة التى جاء بها من سوريا لمساندة السراج وحكومته العميلة لكنه فشل فشلا ذريعا ولم يعد أمامه سوى خروج مهين والعودة إلى أنقرة ليواجه مشاكله الداخلية بعد أن شغل الناس بغزواته الوهمية لتأسيس دولة الخلافة المزعومة.
مجنون تركيا هدد الدول الأوروبية بتصدير مشكلة اللاجئين إليها إذا خرج من ليبيا خالى الوفاض وهو الذى عزف على هذا الوتر على مدى الشهور الماضية لكى تعلم أوروبا أنه حائط صد لهم من هؤلاء الذين لم يجدوا ملجأ لهم سوى العبور إلى الأراضى الأوروبية هربا من الموت.. أوروبا أصبحت على علم تام بأن وجود الإخوان فى ليبيا ووجود موضع قدم لأردوغان هناك سيفاقم الأوضاع أكثر مما هى عليه الآن وأنه بدلا من أن يهددهم بتصدير اللاجئين من تركيا فسوف يصبحون محاصرين أيضا من ليبيا.. ولذا فهم يبحثون عن حل للمشكلة الليبية التى ساهموا فى تعقيدها بعدم الإسراع فى حلها قبل وقت طويل.
أردوغان يلعب على هذا الوتر بعد أن وجد إجماعا أوروبيا على رفضهم لسياسته فى الملف الليبى وأنه ينتهز الفرصة ويتطلع إلى الاستيلاء على الغاز فى شرق البحر المتوسط والمشاركة فيما ليس من حقه.
هناك رفض فرنسى إيطالى قبرصى يونانى لسياسة مجنون تركيا.. وهناك رفض عربى خاصة من مصر والسعودية والإمارات ودول جوار ليبيا التى رفضت تدخله فى ليبيا: تونس والجزائر والمغرب.. وهناك رفض من القبائل الليبية والعشائر لوجوده فى بلادهم هو وحليفه فائز السراج الذى لا يدعمه سوى مليشيات الإخوان بقيادة الإرهابى عبد الحكيم بالحاج وفصائل تنتمى للتنظيم الإرهابى الذى يمثل خطورة على أوروبا والعالم الذى يعرف أن أردوغان عندما غزا الشمال السورى قبل عدة شهور أفرج عن الدواعش ليستخدمهم فى تهديد أوروبا ومن ثم يعيد إنتاجهم فى ليبيا.. أردوغان حاول قبل أيام مغازلة مصر وأنه يسعى إلى تقوية العلاقات معها باعتبارها قوى إقليمية كبرى فى الشرق الأوسط وأن التعاون بينهما سوف يعم بالخير على البلدين.. وكأننا لا نعرفه فلما لم يجد تجاوبا عاد إلى النغمة التى لا يمتلك غيرها وهى التهديد لأوروبا قبل عقد المؤتمر.. العب غيرها أنت والإخوان!