«المدارس الكاثوليكية».. وبناء الإنسان  

النائب عماد خليل عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
النائب عماد خليل عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

منذ عام ١٨٤٧ وهو تاريخ انشاء أول مدرسة للكاثوليك فى مصر وهو مدرسة القديس يوسف فى الخرنفش، وحتى الان تقوم المدارس الكاثوليكية بخدمات تعليمية لجميع المصريين بل ان اكثر من ٨٠٪ من خريجى وطلاب تلك المدارس هم من المسلمين .

مدارس الكاثوليك المنتشرة عبر ربوع الجمهورية لا تقدم جودة تعليم عاليه فقط ولكن أيضاً تربية سليمة وغرس حب الوطن من الصغر ولذلك دائما ما يتباهى خريجو تلك المدارس بدراستهم فيها .

المدارس الكاثوليكية قى مصر تعدت الـ١٧٠ مدرسة ورغم قلة العدد فإن التأثير الكبير واضح للجميع ولكن ابناء الطبقات المختلفة فى المجتمع المصرى الذين يرغبون فى الحاق أبنائهم بمدرسة ذات سمعة طيبة وتقدم تعليما راقىا وتربية صارمة ومحبة للجميع وفى نفس الوقت بعيدا عن بيزنس بعض المدارس الخاصة التى اتخذتها وسيلة ربح وليس مؤسسة تعليمية وتربويّة .

واجهت المدارس الكاثوليكية تحديات كبيرة خلال فترة عملها فى مصر منها اختلاف النظم الحاكمة وسياسة وزارة التربية والتعليم ولكنها حافظت على مستواها ومبادئها ورغبتها فى خدمة المجتمع المصرى ولم تلجأ تحت أى ضغوط لزيادة المصاريف او حصر القبول لفئة دون الأخرى ولذلك نراها من انجح التجارب فى الموسسات التعليمية.

قد يخلط البعض بين المدارس الكاثوليكية التى تخضع لأمانة المدارس الكاثوليكية وكنائس سنودس النيل الانجيلى التابعة للكنيسة الانجيلية ومنها مدارس السلام فى المحافظات ورمسيس كولدج العريقة وتقدم خدمات تعليمية راقية للجميع بكل محبة، وايضا عادت الكنيسة الأرثوذكسية للاهتمام بالتعليم وإنشاء المدارس عن طريق مدارس عيون مصر واستعادت دورها التعليمى البارز قبل ثورة ١٩٥٢ .

ولعل ما ساهم فى ثبات مستوى تلك المدارس هو وجود راهبات تفرغن للتعليم وقضين عمرهن فى تلك الخدمة ولذلك كرم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى  فى يوم المرأة المصرية الاخت سميحة راغب، رائدة التعليم فى مصر ومديرة مدرسة القديس يوسف للبنات فى الزمالك.

وقضت « راغب «، أكثر من 50 عاما فى خدمة التعليم فى مصر و حصلت على العديد من الجوائز محليا ودوليا.

تهتم بالمدرسة ببناتها حتى بعد تخرجهن وتقول دائما ان المدرسة هى المؤسسة التى يتم فيها صناعة إنسان سوى يكون فى المستقبل يخدم بلده وهى رسالة ليست سهلة وهدفها الأساسى تعديل السلوك وتعمل المدرسة على التعايش والمحبة والتقارب وقبول الآخر وأهم من دور الأب والأم فقد قادت تعليم الأطفال من مرحلة الحضانة إلى التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى ولذك فتلك الكلمات هى رؤية تلك المدارس.