قصص وعبر| قتل ابنه خوفًا من الفضيحة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انهار الأب فوق أقرب مقعد، تعصف برأسه التساؤلات، اضطربت به الأرض، وكادت جدران الغرفة تنطبق على صدره، وأوشك على السقوط، حاجز نفسي ليس سهلًا توجب عليه اجتيازه فاتخذ القرار، بقتل ابنه خوفًا من الفضيحة.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| الأم وابنتها وحفل تعذيب على شرف الرذيلة

فوجئ الأب بعائلة أحد الأطفال، الذين علت وجوههم علامات الغيظ والحنق، وكادوا أن يطيحوا به يجبرونه بالتوقيع على إيصالات أمانة في مقابل تسليمها له بعدما يقوم بتسليم ابنه مدمن المخدرات لهم، لتصفية الحسابات بينه وبينهم بعد أن قام باستدراج الطفل الصغير وحاول هتك عرضه، والاعتداء عليه جنسيًا، بينما  نجح الطفل في الهرب من بين براثنه، وتوجه إلى عائلته تعلو وجهه حالة من الإعياء الشديد والخوف.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| راغب المتعة الحرام بـ«قميص نوم»

 

لم تذق عين الأب النوم، وأصبح في حيرة من أمره فالمتهم ابنه سيئ السمعة، وفلذة كبده، تراود مخيلته الفضيحة التي ستلحق به، انتفض الأب من فوق مقعده فور أن شاهد نجله العاق ولم يكن يعلم بأنه سيكون آخر لقاء بينهما، وما إن بدأ في معاتبته على تصرفه الشاذ، ويطلب منه الذهاب معه إلى عائلة الطفل لتهدئة الأمر إلا أن الابن لم يبال بما يقوله، يهز كتفيه باستهزاء مما أثار فضيلة الأب، وفقد أعصابه ونشبت بينهما مشادة كلامية.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| الأنوثة المتفجرة تحرق الحلاق

 

أمام ذلك قام الابن بوخز أبيه بقوة حتى سقط أرضًا إلا أن الأب لم يشعر بنفسه، واندفع كالفهد المجروح، ووجه لنجله اللكمات والركلات، وبسرعة شديدة تمكن من الإمساك بشال أبيض كان يلفه الابن حول عنقه، وانطلقت شرارات الغضب من عين الأب وأصبح لا يرى غير شعلة حمراء، واحكم قبضتيه بالشال، وخنقه، ولم يترك الابن إلا وهو جثة هامدة.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| حملت من زوجها في الحرام

 

جلس الأب بجوار جثة الابن يجتر ذكريات طفولته، ومسكنة صغره، تنساب الدموع ببطء فوق وجنتيه، وعصفت بداخلها الأفكار حتى هداه تفكيره معتقدًا الهرب من جريمته، انتظر حتى أسدل الليل ظلامه، وهدأت الأعين، وقام بحمله وتسلل خلسة، وألقى بجثة الابن أمام المنزل، وصعد إلى الشقة تنتابه حالة من الفزع خوفًا من كشف جريمته، وعلى أمل أن يقتنع الأهالي ورجال الشرطة بأن الوفاة نتيجة تعاطيه جرعة مخدرات زائدة، غير أن سمعته السيئة، وسلوكه المشين سيشفعان للأب، معتقدًا بأن ذلك طوق النجاة بالنسبة له وعدم كشف جريمته.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| قضية خلع بـ«الليمون»

 

وبحضور طبيب الصحة، الذي قام بتوقيع الكشف الطبي على الابن، تشكك في وفاته، حيث اكتشف وجود خدوش بالوجه، وأثار خنق بالرقبة، انتقل على الفور المقدم هاني أبو علم رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، إلى مكان الواقعة، بينما كان النقيب أحمد ماضي، معاون أول المباحث يترأس قوة أمنية وعمل تحريات مكثفة، لكشف لغز الجريمة.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| ليلة زفاف مسجل خطر

 

بمواجهة الأب بالتحريات انهار واعترف بصحة الواقعة، وذكر في أقواله بأنه كان دائم الخلاف مع الابن لسوء سلوكه، وتعاطيه المواد المخدرة، واستدراجه للطفل للاعتداء عليه جنسيًا، وعلى إثر ذلك أجبره عائلة الطفل بالتوقيع على إيصالات أمانة، وأثناء عودة الابن نشبت بينهما مشادة دفعه على إثرها، وقام بسبه وشتمه بأبشع الألفاظ مما أثار حفيظته، وقام بخنقه باستخدام شال كان يرتديه، وقام بنقل الجثة أمام المنزل لإبعاد الشبهة عن نفسه.

تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل الأب إلى النيابة التي تولت التحقيقات، وصرحت بدفن جثة الابن بعد العرض على الطب الشرعي.