قصص وعبر| الأنوثة المتفجرة تحرق الحلاق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جلست الزوجة العشرينية المتمتعة بأنوثة متفجرة تتحدث مع زوجها، الذي يعمل حلاقًا وفي صوتها أوتار جلدية ونغمات مشروخة، ومتأنقة، وصاخبة تعبر عن النشوة، تطلب منه اصطحابها أينما ذهب خوفًا من الفتنة.

علت وجهه مسحة حزن دفين، يشكو لها ضيق ذات اليد، وعناء ما يلاقيه من السفر إلى المحافظات وغلاء المعيشة، وصعوبة الحصول على سكن للإقامة، غير أنه يقيم مع بعض من الشباب المكافحين الذين تركوا محافظاتهم أيضًا سعيًا وراء الرزق، لم تقتنع الزوجة، وحاصرته بكلماتها المعسولة، إلى أن رضخ لها، وبالفعل اصطحبها معه إلى إحدى المحافظات، لكنه لم يقدر على سد احتياجاتها، وسداد إيجار الشقة التي قام بتأجيرها، مما اضطره إلى العودة بها مرة أخرى.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| الأم وابنتها وحفل تعذيب على شرف الرذيلة

طاردته هاتفيًا تشكو له الوحدة، والبعد عنه، وخشية أن تضعف أمام كلمات الغزل التي يمطرها بها كل من تقع عيناه عليها من الذئاب البشرية، أصبح الزوج الحلاق بين قاب قوسين أو أدنى، وأثقلت رأسه بالتساؤلات، وضاقت به سبل الحياة، واعتقد أن في الموت طوق النجاة، والهرب من زوجته، يجأر بالشكوى، والمرارة يكتمها بين جوانحه، وضاق صدره مما احتبس فيه.

انتابته عاصفة تقتلع من نفسه جذور الأمل، وغمامة من اليأس تطمس أحلامه، ويشعر بالحيرة، وفي لحظة مع الشيطان اتخذ القرار حيث انتهز خروج أصدقائه المقيمين معه بالغرفة، وقام بسكب كمية من البنزين فوق ملابسه، وأشعل النار في جسده، وأخذ يجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا، وبصرخات مكتومة تنطلق من بين ثنايا فمه، وكأنه لا يريد أن يتدخل أحد لإنقاذه، بعدما اختار أن ينهي حياته بإرادته، ولقي مصرعه متأثرًا بجراحه، ولم يكن يعلم بأن الذنب سوف يثقل كاهله أمام الخالق لإقباله على الانتحار.

أقرأ ايضاً  قصص وعبر| قتل ابنه خوفًا من الفضيحة

علت وجوه أصدقائه علامات الهلع والذعر من هول المشهد، حيث الحلاق يبدو كجثة متفحمة المعالم، وقاموا بالاتصال بعائلته الذين حضروا، وتم نقله إلى قريته بإحدى قرى الصعيد، وسط مشهد مهيب، تنهمر على إثره الدموع، بينما انعقد لسان الزوجة عن الكلام من هول المفاجأة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي، وعمل التحريات، للوقوف على ما إذا كان هناك شبهة جنائية وراء الحادث.