توصل عالم الأعصاب الهندي باوان سنها، الذي يركز على دراسة عمل المخ في تلقى المعلومات والتي تجعل الشخص يرى الأشياء من حوله بعد أن اكتشف فى الهند 300 ألف مولود لديهم إصابة بـالمياه البيضاء في عيونهم من الممكن علاجها.

ولكن بسبب وجودهم فى المناطق الريفية التى تفتقد إلى وجود أطباء ومستشفيات يصبح من الصعب العلاج، وبالتالى يفقدون البصر مما جعله يعبر المحيط الباسفيك ليفهم عمل المخ وعلاقته بالأبصار والتحق بالجامعه الأمريكية ومعهد التكنولوجيا في "ماساشوست" ورأس معمل للأبحاث البصرية.

وهناك وجد العديد من الإجابات على السؤال الذي كان يحيره وهو "كيف يتعلم المخ ويرى الأشياء من حوله ويفرق بينها بل ويتعرف على الوجوه".. فجأ مشروعه "براكاشى" أو الضوء في 2004.

وعاد العالم الهندي إلى بلاده وبدأ في علاج 42 ألف طفل وشاب، وقد أجرى عمليات لـ472 حالة منهم لعلاجهم من المياه البيضاء ليكتب صفحة جديدة في عالم العلوم العصبية.

وأكد أن نجاح هذه العملية يبدأ في المرحلة العمرية ما بين 5 و8 سنوات حتى يستطيع إعادة الإبصار مرة أخرى، ويمكن أن تصل في بعض الحالات إلى سن 29 عاما، فهو يرى أن المخ لديه القدره على إعادة الإبصار، ولكن كيف تتم هذه العملية ففي الأسابيع الأولى يرى المريض الأشياء في مجال الذكاء الأصطناعى ويبدأ بتعلم المعلومات البصرية حيث تعمل قشرة الكظرة البصرية على استيقاظ النظر ويبدأ المخ من جديد الرؤية بعد سنوات من الظلمة بل ويبدأ يفرق ما بين الغريزى والمكتسب.

وأظهرت الأشعة بالرنين المغناطيسى أن نشاط المخ للذين يبصرون والذين لا يبصرون أن القشرة الدماغية البصرية تعمل في الحالتين، إلا أن الشخص الذي لا يرى يتعرف على الأشياء بحاسة أخرى غير النظر، وهى الأحاسيس.

وأكد مشروع "براكاشي" أن المرضى الذين شفوا من الكاتاركت أو المياه البيضاء استطاعوا أن يتوصلوا إلى علاقة بين الأشياء التي كانوا يلمسوها والأشياء الذي يرونها، فالمخ قادر على معرفة شكل الأشياء مهما كان الأحساس بها، وقد أقام العالم الهندى بجانب مراكز البحث والعناية بالمريض مدرسة لتعليم الأطفال الذين استعادوا نظرهم التعرف من جديد على الأشياء التى كانوا يلمسونها.