إسرائيل على أعتاب انفجار سياسى وعسكرى داخلى

جيش الاحتلال يطلب إنهاء الحرب.. ولابيد يسخر من خلافات اليمين

صورة ارشيفية للحكومة الإسرائيلية
صورة ارشيفية للحكومة الإسرائيلية

عواصم - (وكالات الأنباء)

بسوابق إنذار لم تهدأ منذ اندلاع حرب غزة، اشتدت حدة المعارك المريرة بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجنرالات جيشه، إذ أصبحت الخلافات بين الطرفين بشأن الحرب «سامة» إلى حد أن معسكر نتنياهو يتهم الآن جنرالات الجيش بنظرية المؤامرة الكلاسيكية أو «الطعن فى الظهر».

تقرير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أزاح الستار عن تبادل متصاعد للاتهامات بين نتنياهو وقادة عسكريين بشأن من أصدر الأمر بالسماح بـ«الهدنة التكتيكية الإنسانية» فى غزة التى أعلنها جيش الاحتلال مطلع الأسبوع وكشفت بدورها عن العلاقة المتوترة بشكل متزايد بين الطرفين.

أحد أعراض التوتر القائم تجلى فى بيان نتنياهو الذى نفى فيه علمه بتلك الهدنة، قبل أن يرد جيش الاحتلال بأن ذلك كان بناءً على أوامر صريحة منه.

وفى الأسابيع الأخيرة، كانت هناك سلسلة من القضايا التى أدت إلى توسيع الفجوة بين الطرفين، فقد أطلع كبار الضباط وسائل الإعلام على أن إسرائيل تخاطر بخسارة «المكاسب التكتيكية» التى حققتها خلال الأشهر الماضية من القتال على الأرض فى غزة، لأن نتنياهو رفض السماح بتشكيل «بديل لحماس» يمكنه السيطرة على القطاع. وبدلاً من ذلك، تعود الحركة الفلسطينية إلى المناطق التى طهرها الجيش الإسرائيلى بالفعل.

اقرأ أيضا| «نتنياهو» يلغي مشروعًا مثير من جدول الكنيست قبل ساعات من التصويت

وجه آخر من وجوه التوتر بين الطرفين، أزاح الستار عنه حديث لرئيس الأركان العامة لجيش الاحتلال هرتزل هاليفي، والذى تمسك فيه بتجنيد شباب حريديم لملء صفوفه المستنزفة، وهو ما أثار غضب نتنياهو، الذى يتعين عليه إبقاء طلاب المدارس الدينية خارج الجيش إذا قرر ذلك، والهدف الرئيسى فى النهاية هو رغبة رئيس الوزراء فى إبقاء الأحزاب الحريدية فى ائتلافه.

وأمس الأربعاء، ظهرت سمة خلافات كبيرة داخل اليمين المتطرف نفسه، بدءًا من إعلان نتنياهو حل مجلس الحرب بسبب تواجد وزير الأمن القومى المتطرف أيتمار بن جفير فيه، معلنًا توجهه لتشكيل «هيئة تشاور» لكنه حدد مجموعة شروط لضم بن جفير لها.

وفى اتهام مباشر لوزير الأمن القومى الإسرائيل، أبلغ نتنياهو «بن جفير» أن من يريد الشراكة بهيئة تشاور عليه «إثبات عدم تسريبه أسرار الدولة». إلا أن الأخير رد على نتنياهو ساخرًا بقوله إنه يقبل بتشريع قانون جهاز كشف الكذب على أن يشمل نتنياهو.

وما بين اتهام نتنياهو ورد بن جفير عليه، خرج زعيم المعارضة يائير لابيد ساخرًا منهما بقوله: «سمعت ما قاله الطرفان وأنا أتفق مع الاثنين».

أما القضية الثالثة فى موجة الخلاف الداخلية، فيشير تقرير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هاليفى طالب بإعطاء الأولوية للتوصل إلى اتفاق مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين فى غزة، وهى تصريحات سرعان ما تسربت. ومن شأن ذلك أن يشكل تهديداً آخر لائتلاف نتنياهو، حيث تهدد أحزابه اليمينية المتطرفة بالانسحاب من الحكومة إذا تم المضى قدماً فى مثل هذه الصفقة مع المقاومة الفلسطينية.

فى نهاية الأسبوع الماضي، عندما سارع نتنياهو إلى التقاط صورة له مع الرهائن الذين تم تحريرهم فى عملية النصيرات، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاجاري، المستشار المقرب من هاليفي، للصحفيين المسجلين إن العملية كانت ناجحة لكن لا يزال الأمر يتطلب التوصل إلى اتفاق مع «حماس» لإنقاذ معظم الرهائن الـ120 المتبقين على قيد الحياة.

وقبل أيام، فقد نتنياهو أعصابه بسبب اقتباسات جديدة من هاليفي، نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، والتى دعا فيها إلى إنهاء الحرب فى غزة حتى يتمكن جيش الاحتلال من التركيز على التصعيد مع «حزب الله» اللبنانى فى الشمال.

وللحصول على رؤية أكثر وضوحًا لأفكار نتنياهو، فبمجرد الدخول إلى الإنترنت وقراءة مجموعة المؤيدين الرقميين له، فإنهم يتهمون هاليفى وجنرالات آخرين، بالانهزامية، وفقًا للصحيفة.