أصل الحكاية| «تابوت العهد» الرمز الديني والأثري في التراث اليهودي

تابوت العهد
تابوت العهد

«تابوت العهد»، المعروف أيضاً باسم تابوت الشهادة أو تابوت الرب، هو تابوت مقدس في التراث الديني اليهودي والمسيحي، وفقاً للنصوص الدينية، خاصة في التوراة "العهد القديم".

وكان تابوت العهد يحتوي على لوحي الشريعة اللذين نقشت عليهما الوصايا العشر التي سلمها الله إلى موسى على جبل سيناء.

 وصف التابوت

- المواد والتصميم: كان تابوت العهد مصنوعاً من خشب السنط ومغلفاً بالذهب من الداخل والخارج، كان له غطاء يُعرف باسم "غطاء الرحمة" مصنوع من الذهب الخالص، وكان على هذا الغطاء "تمثالان" من الكروبيم "ملائكة".

- الحجم: وفقاً للتوراة، كان التابوت يبلغ حوالي 1.1 متر في الطول، 0.7 متر في العرض، و0.7 متر في الارتفاع.

- الرمزية والاستخدام: كان التابوت يُعتبر رمزاً لحضور الله وسط شعب إسرائيل، كان يتم نقله بواسطة الكهنة باستخدام عصوين من خشب السنط المغلف بالذهب، مثبتتين في حلقات على جوانب التابوت.

- تاريخ التابوت:

- الترحال مع بني إسرائيل: بعد أن أُعدَّ التابوت في عهد موسى، كان يُحمل في كل ترحال بني إسرائيل في الصحراء. 

- الفترة في الهيكل: تم وضع التابوت في الهيكل الأول الذي بناه الملك سليمان في القدس.

- اختفاء التابوت: اختفى تابوت العهد من السجل التاريخي بعد تدمير الهيكل الأول في القرن السادس قبل الميلاد على يد البابليين، هناك العديد من النظريات حول مصير التابوت، ولكنه لم يُكتشف أبداً.

أهمية تابوت العهد:

- دينية: يُعد تابوت العهد واحداً من أقدس الرموز في الديانة اليهودية، كما أنه يحظى بأهمية في المسيحية.

- ثقافية: ألهم تابوت العهد العديد من القصص والأساطير، وهو موضوع شهير في الأدب والفن والثقافة الشعبية.

 في الثقافات الحديثة:

- السينما: اشتهر تابوت العهد في الأفلام، خاصة في فيلم "Raiders of the Lost Ark" "|غزاة التابوت الضائع"، من سلسلة إنديانا جونز، حيث يلعب دوراً محورياً في الحبكة.

بصفة عامة، يظل تابوت العهد واحداً من أعظم الأسرار الأثرية والدينية التي لم تُحل حتى الآن، ويستمر في إثارة الخيال والبحث عبر العصور.

 تابوت العهد.. لغز تاريخي لم يُحل حتى اليوم

مكان تابوت العهد الحالي غير معروف، وهو موضوع للعديد من النظريات والتكهنات، بعد تدمير الهيكل الأول في القدس في القرن السادس قبل الميلاد على يد البابليين، اختفى تابوت العهد من السجلات التاريخية، منذ ذلك الوقت، ظهرت العديد من النظريات حول مكان وجوده المحتمل:

1- مخبأ في القدس: بعض النظريات تقترح أن تابوت العهد قد يكون مخبأً في أنفاق أو كهوف تحت جبل الهيكل في القدس.
   
2- نُقل إلى بابل: هناك فرضية أخرى تقول إن البابليين أخذوا التابوت إلى بابل عندما دمروا الهيكل وأخذوا العديد من الكنوز.

3- أثيوبيا: إحدى أكثر النظريات شيوعاً هي أن التابوت قد نُقل إلى كنيسة القديسة مريم من صهيون في أكسوم بأثيوبيا، ويزعم تقليد الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية أن التابوت محفوظ هناك، لكن لم يتم السماح لأحد برؤيته للتأكد من ذلك.

4- مصر: تقترح بعض النظريات أن التابوت قد يكون في مصر، مخبأ في مكان سري.

5- الأردن: هناك تكهنات بأن التابوت يمكن أن يكون مخبأ في الكهف الذي اختبأ فيه النبي إرميا مع بعض الكهنة.

بالرغم من هذه النظريات والبحث المستمر، لم يتم العثور على أي دليل قاطع يثبت موقع تابوت العهد الحالي.

ويبقى تابوت العهد لغزاً كبيراً في علم الآثار والدين، يستمر في إثارة خيال الباحثين وعامة الناس على حد سواء.

ماذا بداخل تابوت العهد؟

تابوت العهد هو واحد من أكثر الأشياء الغامضة والمقدسة في التاريخ الديني، فقد تحدثت العديد من النصوص الدينية، خاصة في العهد القديم، عن وجوده وأهميته، ويُعتبر تابوت العهد رمزًا للعهد بين الله وشعب إسرائيل، وكان يحتوي على اللوحين الحجريين التي نقشت عليهما الوصايا العشر التي أُعطيت لموسى على جبل سيناء.

ماذا كان يخفي تابوت العهد داخله؟

تحيط العديد من الأسرار بتابوت العهد ومحتوياته، وما يكمن داخله لا يزال محل تكهنات ونظريات، يُعتقد أن تابوت العهد كان يحتوي على اللوحين الحجريين التي كتب عليهما الوصايا العشر، وهي القواعد والتوجيهات التي أُعطيت لشعب إسرائيل، ومن المحتمل أيضًا أن يحتوي على بعض العناصر الرمزية الأخرى التي ترتبط بالعهد بين الله وشعبه.

تابوت العهد له أهمية دينية وثقافية كبيرة، ومحتوياته تظل موضوع جدل وبحث مستمر.

- هل كان هناك شيء آخر يخفيه تابوت العهد؟، هل كان يحتوي على أشياء أخرى غير اللوحين الحجريين؟

ربما تبقى هذه الأسئلة بدون إجابة، مما يجعل تابوت العهد واحدًا من أكثر الأسرار إثارة للفضول والتساؤلات في التاريخ الديني.

 رأي الدكتور "علي جمعة": سرد قصة "تابوت العهد" ما بين الأساطير والحقائق التاريخية

وفي هذا السياق، رأى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في تصريحات سابقة ، عن "تابوت العهد" وقصته، وما إذا كان موجودًا حاليًا أم لا، وهل يرتبط بينه وبين الساعة؟

أوضح الدكتور علي جمعة، أن كلمة "تابوت" وردت في القرآن الكريم على وزن فعول، وأشار إلى أنها من التوبة، مثل رحموت وطاغوت ورهبوت ولاهوت، وذكر أن اسم "تابوت العهد" وتسميته في التوراة تعكس علاقته بالآثار والتاريخ، فهو يسمى في التوراة تابوت العهد ويسمى تابوت الآيات وتابوت سليمان وتابوت السكينة، طبقًا للتسمية القرآنية له في رواية قصته: "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ".

أصل تابوت العهد وقصته.. الروايات والاعتقادات

تحدث جمعة عن أصل هذا التابوت، مشيرًا أن هناك روايات كثيرة تتحدث عن ذلك، فقيل أنه نزل على آدم وقيل أنه تابوت أم موسى وضعت فيه سيدنا موسى، وقيل أن موسى قد صنعه أثناء الخروج من مصر، فهذا التابوت الذي أقر القرآن بوجوده، كان مقدسًا عن اليهود ولما جاء سليمان وضعه في الهيكل، وقيل أن الهيكل كان في القدس وقيل أنه كان خارجها.

وقال جمعة، إن المهم هو أن التابوت كان مقدسًا عند اليهود ثم اختفى، موضحًا أن قصص اختفاءه كثيرة جدًا أيضًا، "ما يعنينا فيه أن هناك ما يسمى بـ"تابوت السكينة" وإن كان فيه بقايا مما ترك آل موسى وآل هارون".


 أصل تابوت العهد وأهميته لليهود ومكانته المقدسة

تابوت العهد يعد واحدًا من أهم الرموز في التاريخ الديني للشعب اليهودي، يتعلق اسم "تابوت العهد" بالآثار والتاريخ والدين، وهو يرتبط بقصة موسى ووصايا الله العشر التي وُضعت فيه، يحمل هذا التابوت أهمية خاصة بالنسبة للشعب اليهودي وللعديد من المؤمنين.

1- أصل تابوت العهد: تاريخياً، يعود أصل تابوت العهد إلى عهد النبي موسى عليه السلام، الذي وُصي ببنائه ووضع الوصايا العشر فيه، يُعتقد أن تابوت العهد صُنع في أثناء الخروج من مصر، وكانت مهمته حمل اللوحين التي نقشت عليهما وصايا الله.
  
2- أهمية تابوت العهد لليهود: يُعتبر تابوت العهد رمزًا لحضور الله بين شعب إسرائيل، إذ يمثل الاتصال المباشر بين الله وشعبه، كان تابوت العهد يحمل الوصايا العشر التي جاءت من الله، وهي دليل على العهد والتزام الله مع شعبه.

3- مكانته المقدسة: في التوراة، وصفت مكانة تابوت العهد بأنه كان مكانًا مقدسًا جدًا في الهيكل القديم في القدس، كان يُعتبر تابوت العهد مركزًا للعبادة والتقرب إلى الله، وكان يوضع داخل الحجرة الداخلية في الهيكل.

وبيّن جمعة أن هناك العديد من الروايات حول مصير التابوت، حيث يُعتقد أنه اختفى بعد فترة من الزمن، وأكد على أهمية التابوت كرمز ديني، وعلى أنه يحمل بقايا من موسى وهارون، ومن المثير للاهتمام أن هناك ارتباطًا محتملاً بين تابوت العهد وبين الساعة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات والنظريات.

هذه القضية تبقى واحدة من أكبر الألغاز التي تحاكي تاريخ البشرية وتفتح أبواب التفكير والتأمل في عمق الدين والتاريخ.

- رأي الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية

وفي سياق آخر، تحدث الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريحات سابقة، حول تابوت العهد، أو ما يسمى في الموروث الإسلامي .

يقول ممدوح، إن في داخل هذا التابوت كانت توجد ألواح التوراة، وكان فيه عصى سيدنا موسى عليه السلام، وفيه تفاصيل كثيرة "بقية من آل موسى" فهو يحتوي على العديد من الآثار ومنها العصى والنعلين اللذين خلعهما سيدنا موسى.

وأضاف ممدوح، أن لهذا التابوت طاقة روحية خارقة، فهو صندوق مبارك كانوا يأخذونه معهم في المعارك، فإن اصطحبوه معهم في معركة فازوا، وهو دائمًا مطمع على مدار التاريخ.

وأكد ممدوح أن هذا التابوت ظل في عناية الملوك والأنبياء، وكان التابوت لدى سيدنا سليمان ووضعه في الهيكل، ولكن بعد ذلك أصبح مكان التابوت غير معلوم، وصار تحديد مكانه محل اختلاف في الأديان كلها، فكلها اجتهادات مبنية على مرويات، فيقال أنه في بيت المقدس، ويقال أنه في مصر، ويقال أنه في الأردن، ويرى البعض أنه موجود إلى الآن في كنيسة مريم في الحبشة.

وكان البحث عن هذا التابوت الشغل الشاغل لكثير من الرحالة، حتى هتلر نفسه، ويقول ممدوح، إذا كان هتلر مهووسًا بالأمور الماورائية، والأمور الروحانية، وما كان يعتقد أنه يحقق النصر، فكان يبحث عن التابوت كهاجس من ضمن هواجسه، وأرسل في ذلك عدة رحلات استكشافية اعتقادًا منه أنه حين يضمه إلى جيشه سيضمن السيطرة على العالم.