«تغطية للخلافات».. كيف أوقف حلف الأطلسي خطة الـ 100 مليار يورو لأوكرانيا؟

أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج
أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج

برزت في الأونة الأخيرة خلافات داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في خضم الصراع المستمر في أوكرانيا، حول حجم ونوع الدعم العسكري المقدم لكييف، إذ انه وسط تقارير عن خطة طموحة لتقديم مئات المليارات من اليورو لأوكرانيا على مدار سنوات، واجه الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج معارضة من عدد من الدول الأعضاء، مما دفعه لتعديل المقترح. 

في هذا السياق الملتهب، تكشف التفاصيل التالية النقاش الدائر والخلافات البارزة داخل الكتلة الغربية حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية.


ستولتنبرج تراجع عن خطته
ذكرت وكالة بلومبرج نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج تخلى عن خطة خمسية لتزويد أوكرانيا بمساعدات عسكرية بقيمة 100 مليار يورو بعد رفض أعضاء الكتلة.

في أبريل، أفادت عدة وسائل إعلام غربية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن ستولتنبرج قدم مسودة خطة دعم عسكري طويلة الأجل لأوكرانيا، مصممة جزئياً للحماية من أي خفض في الدعم الأمريكي إذا عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. 
وفي وقت سابق من هذا العام، دعا ترامب إلى قصر المساعدات المقدمة لأوكرانيا على القروض، وأصر على أن أعضاء الناتو الأوروبيين يضاهيون مستوى المساعدة التي تقدمها واشنطن لكييف.

التشكيك في خطة ستولتنبرج
وبحسب ما ورد تم التشكيك في خطة ستولتنبرج من قبل العديد من أعضاء الناتو الذين طلبوا توضيحات من الأمين العام للكتلة حول مكان وكيفية الحصول على المبلغ الهائل من الأموال المعنية. 
وقال المسؤولون الذين لم تذكر أسماؤهم لصحيفة بوليتيكو الشهر الماضي إن الخطة كانت "مربكة" وأنه سيتم تعديل مبلغ 100 مليون يورو.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال دبلوماسي من حلف شمال الأطلسي "فاينانشيال تايمز" إن السلطات الأوكرانية "لم تكن سعيدة للغاية" بالفكرة أيضا، مشيرا إلى أن الحزمة لن تؤدي في الواقع إلا إلى تكرار الالتزامات الثنائية والالتزامات التي يديرها الاتحاد الأوروبي، ولن تمثل في الواقع أموالا جديدة.

وبدلاً من ذلك، من المتوقع أن يقدم ستولتنبرج خطة محدثة لتزويد كييف بمساعدات فتاكة وغير فتاكة تبلغ حوالي 40 مليار يورو سنويًا، حسبما ذكرت المصادر لبلومبرج. 
وبحسب ما ورد سيناقش وزراء دفاع الناتو الاقتراح الجديد الأسبوع المقبل.

حصص حسب الناتج المحلي
وبموجب الخطة الجديدة، التي تهدف إلى توفير المزيد من الشفافية حول ما يساهم به أنصار أوكرانيا، فإن حجم المساعدة من كل دولة عضو في الناتو سيتم تحديده على أساس نسبة مئوية من ناتجها المحلي الإجمالي. 
وتفيد التقارير أن الولايات المتحدة ستقدم ما يقرب من نصف المساعدات، في حين تقدم الدول الأعضاء الـ 31 الأخرى الباقي.

وقالت المصادر أيضًا لوسائل الإعلام إن تركيا حذرت من أن أي تنسيق للمساعدة العسكرية لأوكرانيا يمكن أن يخلق تصورًا بمشاركة أكبر للكتلة في الصراع.

المجر تعارض الخطة الأولية
وفي الشهر الماضي، قال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو إن بودابست تعارض الخطة الأولية، موضحًا أنه بما أنه كان من المقرر جمع المساعدات على مدار خمس سنوات، فإن هذا يعني أن الناتو "يتوقع استمرار الأعمال العدائية لهذه الفترة"، مضيفا ان المجر لا تخطط للمشاركة في تسليح أوكرانيا أو تدريب جنودها. 
أعرب رئيس وزراء البلاد، فيكتور أوربان، عن وجهة نظر مفادها أن الناتو يقترب من الحرب مع روسيا كل أسبوع.