القاهرة تواصل اتصالاتها لوقف إطلاق النار بغزة

مصدر: مصر لن تبني حاجزاً مع القطاع.. وحماس تطالب بضمانات مكتوبة لمقترح بايدن

اعمدة الدخان تتصاعد من مخيمات رفح
اعمدة الدخان تتصاعد من مخيمات رفح

نفى مصدر رفيع المستوى لقناة «القاهرة الإخبارية» اعتزام مصر بناء حاجز جديد على الحدود مع غزة. جاء هذا فى تقرير نشرته قناة «القاهرة الإخبارية»، ونقلت فيه عن المصدر تمسك مصر بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلى من الجانب الفلسطينى لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى.

وقال المصدر بعد اجتماع ثلاثى بالقاهرة ضم : الوفد الأمنى المصرى ووفود الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إن الوفد الأمنى المصرى أكد مسئولية إسرائيل الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

فى الوقت نفسه، تستمر جهود الوساطة المصرية بهدف ترتيب موقف فلسطينى يساعد فى إتمام صفقة تنهى الحرب المندلعة مع إسرائيل منذ قرابة الثمانية أشهر.

وأكد مصدر رفيع المستوى لقناة «القاهرة الإخبارية» أن مصر تواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، وشدد المصدر على أن مصر تتمسك بتوفير كل أشكال الدعم لمواطنى القطاع وتعمل على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية بغزة. وأضاف أنه تم إدخال ما يزيد على 950 شاحنة مساعدات إنسانية من مصر إلى قطاع غزة خلال الأسبوع الماضى.

وبحسب ما أوردته قناة «القاهرة الإخبارية» ووفقاً لما جاء فى تقارير صحفية غربية وعربية، فإن فصائل المقاومة لا ترى فى التطوّر المتمثّل فى تولّى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الإعلان عن مقترح الصفقة الجديد، مع شروحات إضافية من جانبه، تحرّكاً كافياً للدفع نحو الوصول إلى صفقة جدّية.

وأوضحت تقارير: أن الاتصالات التى جرت خلال الأيام الثلاثة الماضية، اشتملت على الآتي: أكدت حركة «حماس» أن الموقف النهائى يظلّ رهن تسلّم ورقة مكتوبة تحوى كل ما ورد على لسان بايدن، مع إعلان إضافى يحمل ضماناتٍ واضحة وكاملة ومعروفة وقابلة للتنفيذ، من قبل الولايات المتحدة، بما يضمن إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق. الأمر الثاني: إن إبقاء ملف الوقف التامّ لإطلاق النار غامض، والاعتماد على تصريحات بايدن فقط، ليس كافياً بالنسبة للمقاومة، التى لا يوجد لديها ما تناقشه حول هذه النقطة. وأكدت حركة «حماس» أنها « لن تعطى موقفاً نهائياً قبل تسلّم ورقة رسمية تتضمّن موافقة إسرائيلية كاملة، وعدم ترك أى بند ضمن دائرة الغموض، وهو ما يسعى إليه رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو». وذكرت تقارير أن الفصائل ذكرت أن «المقاومة لا تعتبر نفسها معنية بتوفير أى ضمانات للعدو حول ما يسميه المرحلة المقبلة»، وأن أى اتفاق لا يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار لن يتم التوقيع عليه. كما ذكرت حماس أنها ترفض أى خطط تتعلّق بمعبر رفح الحدودي، طالما أن العدو يحتلّه. وبحسب مصادر مطلعة فقد عقد مدير «المخابرات المركزية الأمريكية» (CIA)، وليام بيرنز، سلسلة اجتماعات مع الأطراف المعنية قبل إعلان بايدن، علماً بأنه كان قد طلب من الجانب الإسرائيلى القبول بالصيغة نفسها التى عرضها الرئيس الأمريكي. ولكن، بحسب المعلومات، «عندما لمست القاهرة، وكذلك الأمريكيون، أن نتنياهو يريد ترك بعض الأمور غامضة، جرى الاتفاق على خطوة أن يتولّى بايدن، شخصياً، الإعلان عن المقترح، وأن يشرح الموقف من وقف الحرب بصورة تجعل الولايات المتحدة ضامناً».

فى المقابل، تؤكد القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مسئولين سياسيين كبار فى الدولة العبرية، أن ما أعلنه الرئيس بايدن هو بالفعل الاقتراح الإسرائيلي، كما ورد فى البيت الأبيض. وأكدت القناة أن المؤسسة العسكرية مهتمة أيضاً بالاستفادة من هذه الصفقة. بل إن هناك أصواتاً داخل المؤسسة الأمنية تعتقد أن الحرب يجب أن تتوقف ويتم التوصل إلى اتفاق، حتى على حساب بقاء يحيى السنوار فى السلطة فى هذه المرحلة. لكن القرار الآن يعتمد فقط على رئيس الوزراء نتنياهو، الدخول فى صفقة رهائن حتى على حساب حل الحكومة أو بقاء الحكومة ومواصلة القتال فى غزة.فى غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، اتصالين هاتفيين منفصلين مع كل من وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، والوزير فى حكومة الحرب الإسرائيلية، بينى جانتس، الذى انضم إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى ائتلاف طوارئ، لمناقشة وقف إطلاق النار المُقترح فى غزة.

ووفقًا لبيان صادر عن الخارجية الأمريكية أوردته وكالة «رويترز»، فإن «بلينكن» شدد على أن مقترح وقف إطلاق النار، سيُعزز مصالح إسرائيل الأمنية على الأمد الطويل، بما فى ذلك عن طريق فتح إمكانية الهدوء على طول حدود إسرائيل مع لبنان، والتى من شأنها أن تسمح للإسرائيليين بالعودة إلى وطنهم.

وفى سياقٍ متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دعا وزير الأمن القومي، اليمينى المتطرف إيتمار بن غفير، إلى اجتماع لاطلاعه على تفاصيل مسودة اتفاق الصفقة التى طرحها الرئيس الأمريكي.

وفى سياق آخر، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن وزير المالية، اليمينى المتطرف بتسلئيل سموتريتش، التقى مع 5 حاخامات من حزب «الصهيونية الدينية» الذى يتزعمه، وذلك لاستطلاع فتواهم الدينية بشأن مستقبل الحكومة الحالية ومسألة الخروج منها.