«نغم».. قصة قصيرة للكاتب محمد جميز

محمد جميز
محمد جميز

«نغم» قصة قصيرة للكاتب محمد جميز

 

يقابل قلم ابنته الرصاص نائما على سريره، ينام بملاصقته، وظلام الغرفة يهرب بعيدا عنهما، يفتش عن بيت آخر، عله يهنأ ببعض من الضحكات والسهر اللذيذ.

** أنا جائعة يا أمي..

يستيقظ القلم من سباته حزينا، فيجد صاحبه متكورا بجانبه؛ يهمهم بجمل غير مفهومة، تقتحم ابنته الغرفة باكية وتستغيث: " أنا أتضور جوعا يا أبي".

يلتفت الأب ناحيتها، يهم بالحديث، وفجأة يعود الظلام مرة أخرى، قد نسى حقيبة النجمات في غرفة الطفلة الصغيرة...

قالوا قديما: لا أحد ينتبه للقمر في القرية الجائعة، خاطب صاحب العمل متوسلا: دعني أمضي هذا الشهر معك، قضيت سنوات طويلة في خدمتكم.

 قاطعه غاضبا: الكلب العجوز يجلب الفقر..

 

وكأنه سقط في قاع بئر برهوت، خطواته ثقيلة، والزمن شاهد، لا يكترث للجلبة الصادرة من المقاهي، ولم ينبهر لمصافحة القمر للشمس في كبد السماء بعد عقود من الغياب، يخاف من ابنته نغم، قلبها المنفوح من تربة الجنة، كيف يحرمه من فرحته اليومية؟

** أنا جائعة يا أمي؟

تحمل الرياح أصواتا مذعورة، تدق على شرفات المنازل، يشرع الظلام في طمس ملامحها، الرياح غاضبة، الرياح جائعة.

تمسك نغم قلمها الرصاص، تخط على حائط غرفة أبيها جملة واحدة: الأسد العجوز لا يجلب الفقر.

اقرأ أيضًا| «سندريلا» قصة قصيرة للكاتب محمد جميز