خُضْرُ العُيُونِ، وَدُكْنَةُ الصَّفْصَافِ
وَالبَحْرُ فِي فَيْرُوزِهِ الرَّعَّافِ
وَنَوَافِذٌ مِنْ صَلْصَلَاتِ مَحَبَّةٍ
وَأَرِيكَةٌ فَوْقَ المَدَى الرَّفَّافِ
وَرَسَائِلٌ مَكْتُوبَةٌ بِدَمِ الشَّذَى
مَكْنُونَةٌ بِحَرَائِقِ الأَصْدَافِ
صَادٍ تُرَاهُ الخَالُ فِي سُبُحَاتِهِ؟
وَالكَهْرَمَانُ بِمَائِهِ الرَّجَّافِ؟
أَمْ أَنَّ ذَا عَطَشِي تَمَدَّدَ جَهْرَةً
فَكَسَتْ حَدَائِقُهُ رُبَا الأَعْرَافِ؟
مَزَّقْتُ يَا سَلْمَى شِبَاكَ قَصَائِدِي
وَكَسَرْتُ عَمْداً مَوْجَةَ العَرَّافِ
وَتَرَكْتُ لِلتَّسْبِيحِ أَنْ يَرْقَى إِلَي
عَيْنَيْكِ بَوَّابَ المَدَى الشَّوَّافِ
فَعِدِي الحَنِينَ خِيَامَ ضِحْكَتِكِ الَّتِي
شَهَقَتْ لِخَمْرَتِهَا ضُلُوعُ الحَافِي
رُوحِي بِلَا عَيْنَيْكِ فَقْرٌ فَادِحٌ
وَهَزَائِمٌ فِي غَايَةِ الإِسْرَافِ
وَحَدَائِقِي ثَكْلَى! وَأَلْفُ جَنَازَةٍ
شَقْرَاءَ تَمْرُقُ فِي وَرِيدِ ضِفَافِي
شَفَّافَةَ الإِيقَاعِ يَا إِنْجِيلَهُ
يَا وَرْدَةَ اللَّهَبِ النَّبِيِّ الصَّافِي
بِاللهِ لَا تَتَلَاعَبِي بِمَشَاعِرِي
أَوَلَسْتِ قَادِرَةً عَلَى الإِنْصَافِ؟
أَوَلَيْسَ مِنْ قَدَرِ الهَوَى أَنْ يَرْتَمِي
فِي صَدْرِكِ الفَوَّاحِ بِالصَّفْصَافِ؟
يَا رِحْلَةً بَحْرِيَّةً تَجْتَاحُنِي
كَسَنَابِلٍ، كَبَلَابِلٍ، كَعَوَافِي
يَا ثَوْرَةً مِنْ زَنْبَقٍ أَسْتَافُهَا
دَوَّى غُبَارُ حَرَائِقِي فَاسْتَافِي
قُومِي إِلَى قَلْبِي احْضِنِيهِ كَغَيْمَةٍ
فِي المُنْتَهَى مِنْ خَوْفِهَا الخَوَّافِ
قُومِي اسْكُبِي الدَّلَالَ يَلُفُّنِي
كَعَبَاءَةٍ مِنْ وَسْوَسَاتِ سُلَافِ
وَيَطِيرُ بِي كَحَمَامَةٍ ذَهَبِيَّةِ
النَّجْوَى مِنَ الإِيلَافِ لِلْإِيلَافِ
قُومِي .. أَنَا الرَّاعِي النَّحِيلُ
إِلَيْكِ سُقْتُ مَعَابِدِي وَمَنَازِلِي وَخِرَافِي
وَصَرَخْتُ فِي الوَادِي أَنَا مَفْتُونُها
مَخْطُوفَةٌ لِطُيُوبِهَا أَعْطَافِي
وَأَمُدُّ لِلْقَمَرِ المُرَابِطِ شَهْقَةَ
التَّرْنِيمِ.. يَا اسْمَ حَبِيبَتِي يَا شَافِي
أَنَا قَدْ هَجَرْتُ النَّاسَ كُلَّهُمُو
لِخَاطِرِ نَهْدِكِ المُتَكَبِّرِ الشَّفَّافِ
وَأَنَا المُسَمَّى فِي السَّمَا بِشَهِيدِهِ
أَبَداً عَلَى مِعْرَاجِهِ تَطْوَافِي
أَبدًا أُغَازِلُهُ هَوًى: يَا نِعْمَتِي
فِي عِزِّهَا! يَا كَامِلَ الأَوْصَافِ
يَا نَزْوَةً فِكْرِيَّةً! يَا قَفْزَةً
لِلْفَهْدِ! يَا شَجَرَ العَبِيرِ الدَّافِي
نَارُ السَّمَا أَنَا يَا حَبِيبَةَ شَهْوَتِي
أَدْرِي.. وَرِثْتُ النَّارَ مِنْ أَسْلَافِي
وَوَرِثْتُ نِعْمَةَ أَنْ أَكُونَ مُدَجَّجاً
بِالنَّزْفِ فِي مَجْدِ الهَوَى العَزَّافِ
وَرْدِيَّةَ الخَصْرِ المُضِيءِ نَبِيذُهُ
يَا مَوْسِماً مِنْ أَلْطَفِ الأَلْطَافِ
يَا عِزَّ عِزِّي! يَا اكْتِمَالَ وِلَايَتِي
يَا الْجُلَّنَارُ يَرَى ارْتِعَاشَ شَغَافِي
لَمْ يَبْقَ فِي عُمْرِي سِوَاكِ فَأَيْقِظِي
بِمَشَاتِلِ القُبُلَاتِ عُمْرِي الغَافِي!