فدوى مواهب في ميزان الطب النفسي.. كيف تؤثر آراؤها على شخصية الأطفال؟

فدوى مواهب
فدوى مواهب

أثارت المخرجة المعتزلة "اليوتيوبر" فدوى مواهب، الجدل خلال الأيام الماضية، بمقطع فيديو نصحت خلاله الفتيات بعدم الجلوس أمام الوالدين في المنزل وهن مرتديات ملابس قصيرة أو "هوت شورت"، مؤكدة أن هذا السلوك حرام لإمكانية تسببه في إثارة الغرائز.

مقطع الفيديو انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تباين للآراء ما بين مؤيدين ومعارضين، حيث يرى الفريق الأول أنها بهذه الطريقة تعلم الفتيات أسس الدين والحفاظ على أنفسهن، فيما جاء الرأي المعارض باتهامها بتشويه عقول الأطفال بآراء دينية متشددة.

المحامية نهاد أبو القنصان المتخصصة في الدفاع عن قضايا المرأة، بادرت بالهجوم على "فدوى" ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكنها اتخذت إجراءات قانونية ضدها ورفعت دعوى أمام النائب العام لوقف بث فيديوهاتها ومنعها من تشويه الدين الإسلامي في عقول الأطفال. 

وقالت "أبو القمصان" عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام": "شكراً لمعالي النائب العام للتحرك السريع في فحص البلاغ ضد المدعوة فدوى مواهب، البلاغ ضد فدوي أبو المواهب قيد الفحص بجنوب القاهرة وبناءً عليه، السيدة المذكورة أوقفت دروسها إلى سبتمبر المقبل حسب ما نشرته على صفحتها".

وأضافت: "البعض يقول بتنادوا في حرية الرأي وبترفعوا بلاغات؟ یا عزیزي هناك فرق بين نشر الرأي والجريمة، لما حد يطلع ينشر خطاب كراهية ويدعو للتفرقة والتمييز ونشر العنف وتخويف الأطفال والتشكيك في الأسرة، واتهام الآباء والأمهات بالانحراف الجنسي والبيدوفيليا وإن البنات مش آمنة حتى في بيوتها، تحليل دا يؤكد إن ما ينشر خطاب تخويف ودا أساس التجنيد السياسي للجماعات المتطرفة وخطاب جرائم مش خطاب رأي، والادعاء إن دا قيد على الرأي يبقى مزايدة ودعم للجريمة وعموماً إحنا في دولة قانون والقانون يقول كلمته". 

من جانبه، يرى الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية أن فدوى مواهب شخصية تبحث عن الأضواء والشهرة بعد أن اعتزلت الإخراج وانحسرت عنها الأضواء، فبدأت تقول ما لا تفعل.  

وأضاف "هندي" في تصريح خاص لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن مثل هذه الفيديوهات والتصريحات الدينية ما هي إلا عدوان على الطفولة وعبث بفطرة الأطفال وسلب لمفهوم الحياة لديهم، بالإضافة إلى أنه اغتيال لبرائتهم.

وتابع: "الترهيب في الدين والتخويف له آثار نفسية على الأطفال صعبة للغاية، فهي تخلق شخصية رهابة لديها مواقف مرضية وتصبح شخصية مترددة مفتقدة للتفكير الإبداعي وتعاني من الانغلاق الفكري وانحسار الفكر النقدي وتكون شخصية مهزوزة تابعة لغيرها وتصبح سهلة الانقياد". 



وأكد استشاري الصحة النفسية أن هذه الرؤية وغرس الخوف والرهبة في نفوس الأطفال من الوالدين، يجعلهم بعد ذلك ينفرون منهم ويتسبب في الجحود عليهم، ويمكن أن يؤدي هذا إلى خلق شخصيات متطرفة إرهابية فمن دون الوالدين ليس بعدهم شيئاً، لأننا هدمنا بداخلهم قيمة الوالدين وشوهنا صورتهم، فهذه الشخصيات يكون لديها شعور مبالغ بالذنب، وهذا ينعكس عليهم وهم أطفال في اضطرابات النوم والكوابيس المزعجة، وتصبح بعد ذلك شخصيات متشائمة تتوقع الأسوأ.

وأشار "هندي" إلى أن الأخطر من ذلك أن هذا الرهاب يؤدي إلى النفور من الدين والتمرد على فكرة الإلوهية والسير نحو الإلحاد، ورأينا هذا في بعض الأشخاص الذين اختبئوا خلف عباءة الدين وعندما رأوا الحريات في البلاد الأخرى أول ما تمردوا عليه هو دينهم وساروا في طريق الإلحاد العلني بعد ذلك، فالإرهاب والكبت في الدين لا يتسبب إلا في خلق شخصيات غير سوية. 

وشدد استشاري الطب النفسي على أن "السوشيال ميديا" ليست منبراً للإفتاء وراغبي الشهرة على حساب الأطفال، مضيفاً: "اتركوا الدين لرجال الدين، وربوا أولادكم تربية أخلاقية، فالدين هو وسيلة أسمى لغرس القيم والأخلاق في الأطفال وليس الترهيب والتعقيد".