بدون تردد

القمة العربية «٢»

محمد بركات
محمد بركات

وسط ظروف إقليمية ودولية عاصفة وأجواء مضطربة وواقع يسوده القلق وعدم الاستقرار، تنعقد اليوم فى البحرين القمة العربية الثالثة والثلاثون، فى ظل متغيرات جسيمة وتحديات عظيمة تواجه الأمة العربية بصفة عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

وفى ظل هذه الأوضاع وتلك التحديات المحيطة بالقمة، تتعاظم مسئولية القادة والزعماء العرب، فى تلبية آمال ومطالب الشعوب، والارتقاء إلى مستوى طموحات المواطنين العرب، المتطلعين إلى موقف عربى موحد وقوى تجاه التحديات الجسام التى تواجه الأمة العربية حاليا.

وإذا ما تأملنا فيما تأمله وتتطلع إليه الشعوب العربية، من القمة فى انعقادها اليوم فى دورتها الثالثة والثلاثين، لوجدنا فى الصدارة من هذه المطالب الوقوف صفاً واحداً فى مواجهة الأخطار المهددة والمحيطة والمتربصة بالعالم العربى، وفى المقدمة منها استمرار العدوان الإسرائيلى اللاإنسانى على قطاع غزة.
وتتطلع الشعوب لأن ترى سعياً جاداً من القمة لوضع نهاية للجرائم الإرهابية وحرب الإبادة الجماعية، التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى طوال الأشهر السبعة الماضية وحتى الآن، وسط غياب كامل للضمير الإنسانى، وعجز واضح من المجتمع الدولى الذى فشل فى اتخاذ قرار ملزم من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار والتصدى للإجرام والإرهاب الإسرائيلى.

وتأمل الشعوب من القادة العرب التوافق على خطة واضحة وقوية لمواجهة تلك التحديات، يتم بمقتضاها وضع حد للكارثة الإنسانية الجارية حالياً فى قطاع غزة، ودفع المجتمع الدولى لاتخاذ إجراءات عملية لمعالجة المعاناة الإنسانية المؤلمة لأهالى القطاع، وتلبية حاجتهم الشديدة للمساعدات الإنسانية من الطعام والشراب والدواء فى ظل القمع والعدوان الإسرائيلى المستمر.

والجدير بالذكر أن القمة العربية الثالثة والثلاثين التى تجتمع فى المنامة اليوم، تنطلق فى لحظة تاريخية تمر بها المنطقة العربية والعالم العربى كله والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، فى إطار ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من إبادة وإرهاب وعقاب جماعى، ومحاولات للتهجير القسرى، فى إطار الهدف الذى يسعى إليه العدوان الإسرائيلى لإنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها نهائياً، وإفراغ الأرض الفلسطينية المحتلة فى غزة والضفة الغربية، من أهلها وشعبها.
من أجل ذلك يصبح من الضرورى اتفاق كل الدول العربية، على اتخاذ موقف ثابت وقوى ضد الجرائم الإسرائيلية البشعة، والتصدى لمحاولاته المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية، والإبادة الجماعية أو التهجير القسرى خارج الوطن الفلسطينى.

كما يصبح من الضرورى التأكيد القوى والدائم، على أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة، هما حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام ١٩٦٧، فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية، فى إطار حل الدولتين.