فى الصميم

العقوبات الآن.. ليتوقف الجنون الإسرائيلى!!

جلال عارف
جلال عارف

فى مواجهة الصدمة والغضب اللذين سيطرا على العالم وهو يتابع «المحرقة الإسرائيلية» التى قام بها جيش الاحتلال فى رفح، حاول مجرم الحرب «نتنياهو» التهرب من المسئولية والإدعاء بأن ما حدث هو «خطأ مأساوى» غير مقصود(!!)..

لكن ما حدث بعد ساعات فقط هو عودة الطائرات والصواريخ الإسرائيلية لتقصف مواقع أخرى فى نفس المنطقة «تل السلطان» التى كانت إسرائيل تقول إنها «منطقة آمنة!!» وركزت إسرائيل ـ كالعادة ـ على قصف النازحين المدنيين فى المخيمات والمستشفيات الصغيرة التى مازالت تحاول إسعاف ضحايا الهمجية الإسرائيلية. وكان ذلك هو أصدق برهان على أن «المحرقة» لم تكن «حادثًا» وإنما هى جريمة متعمدة من الصهاينة النازيين الذين يقودون حرب الإبادة على شعب فلسطين!

باستثناء أمريكا التى اكتفت بأنها ستبحث الأمر مع «شركائنا على الأرض» فى إسرائيل.. وهو ـ على الأقل ـ تأكيد جديد على أن «الدعم» الأمريكى أصبح «شراكة» حقيقية فى كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم على أرض فلسطين المحتلة(!!)

باستثناء ذلك، فإن صدمة «المحرقة الإسرائيلية» كان رد فعلها الأساسى هو مطالبة ـ الجميع ـ بمن فيهم دول الغرب الرئيسية ـ بإلزام إسرائيل بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية والوقف الفورى للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى رفح. لكن الأهم جاء فى تصريحات وزير جارجية إيرلندا بأنه ـ لأول مرة ـ يبحث الاتحاد الأوروبى فى اجتماعه الأخير وبصورة جديدة فرض عقوبات على إسرائيل!

إسرائيل ـ بكل المقاييس الدولية ـ دولة مارقة تحاكم أمام العدل الدولية بتهمة «الإبادة الجماعية» وحكامها مطلوبون كمجرمى حرب، وحكومتها مازالت ترفض كل الضغوط لإنهاء الحرب. وإذا كان «الڤيتو» الأمريكى يمنع ـ حتى الآن ـ مجلس الأمن من القيام بدوره، فإن دول العالم التى أعلنت التزامها بأحكام الجنائية الدولية والعدل الدولية ضد إسرائيل لابد أن تترجم موقفها إلى إجراءات عملية بفرض العقوبات على إسرائيل وإيقاف التعامل مع الكيان الصهيونى ومنع إمداده بالسلاح.

النظام العالمى كله فى خطر بسبب الجنون الإسرائيلى.. وهذا الجنون الإجرامى لن يتوقف إلا بالعقوبات الرادعة.. والآن وليس غدًا لأن «المحرقة الإسرائيلية» مستمرة، والنيران ستصل إلى الجميع!!