..وفى القيامة رسالة سلام

شنودة فيكتور
شنودة فيكتور

وسط عالم تموج أحداثه وتتلاحق ما بين صراعات الحروب وخلافات السياسة وأزمات الاقتصاد. 

تهل علينا الأعياد لنستنشق فيها نسمات من رسائل المحبة والتسامح والغفران متذكرين أسمى معانى الإنسانية التى خلقنا الله عليها على صورته ومثاله. 
فكما كانت ذكرى ميلاد السيد المسيح تحمل تلك الرسائل للعالم أجمع تأتى أيضا الأحداث التى.سبقت عيد القيامة وتعامل السيد المسيح معها لتعلمنا وتوضح لنا العديد من تفاصيل تلك الرسائل. 

فكان دخوله اورشليم فى الأحد السابق لأحد القيامه كملك للسلام ليعطى شعبه سلاما دائما ولكن فى صورة متواضعة ففرح به أطفال اورشليم بقلوبهم النفيسة فانجذبوا إليه فقد أتى باحثا عن المتواضعين والبسطاء. 

وكما علم قائلا من أراد فيكم أن يكون عظيماً فليكن لكم خادما.. ومن هنا تجلت فكرة ومفهوم حمل الصليب واحتمال الآلام بصبر وعبادات وصلوات واحتمال. 

ومرورا بيهوذا الخائن أحد تلاميذه كانت رسائل الحب والاحتمال طوال رحلة الأسبوع الذى يسبق عيد القيامة. 

يتجلى مفهوم القيامة فى عبور الإنسان من الموت إلى الحياة مع الله متمتعا بنعمه وبركاته.

أن أهم ما يميز مجتمعاتنا الشرقية وخاصة بلدنا الحبيب مصر هو ارتباط مفاهيم الدين بمواقف الحياة فليس بينهم فاصل فمن يعرف الله حق معرفة وفى قلبه مخافة الله قادر أن يجتاز وسط مجتمعه وبلده العديد من الإشكاليات والتحديات ويصعب على أهل الشر استغلاله أو طمس هويته لأنها مستمدة فى الأساس من إيمان حقيقى ممزوج بعمل وواجبات تجاه بلده ومن هنا كان الفارق بين مصر وغيرها من البلاد فهى عفية بقوة إيمان أهلها متماسكة بتعاليم الأديان مترابطة رغم كل ما حل عليها من أزمات .

إن أجمل ما نعيشه وسط أعيادنا وسط فرحتنا بها هو الايمان واليقين المعاش بين أبناء هذا الوطن.

فما أجمل يا اعزائى أن تنشأ وتحيا فى وطن كان أول من نادى والتوحيد ومعرفة الله الواحد الذى نعبده جميعا.