«هيومن رايتس ووتش»: سلاح التجويع فى غزة «جريمة حرب»

انتشال جثامين 409 شهداء من خان يونس ومحيط «الشفاء»

فلسطينيون يتزاحمون للحصول على وجبة طعام في رفح بقطاع غزة
فلسطينيون يتزاحمون للحصول على وجبة طعام في رفح بقطاع غزة

عواصم - وكالات الأنباء:
أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس أن ما وصفته باستخدام إسرائيل التجويع كسلاح يعد «جريمة حرب»، مشيرة إلى أن الأطفال في غزة يموتون بسبب مضاعفات مرتبطة بالتجويع.


وأضافت في بيان أن على إسرائيل إنهاء  جريمة الحرب هذه، ووقف هذه المعاناة، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى جميع أنحاء غزة دون عوائق.
وأكد البيان أن تأثير التجويع على سكان غزة يتفاقم بسبب «الانهيار شبه الكامل لنظام الرعاية الصحية».


وشددت المنظمة على أن الأطفال، وكذلك الأمهات الحوامل والمرضعات، يعانون من سوء التغذية الحاد والجفاف، وأن المستشفيات غير مجهزة لعلاجهم، داعية الحكومات المعنية إلى فرض عقوبات موجهة وتعليق نقل الأسلحة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لضمان حصول سكان غزة على المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، بما يتفق مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي والأمر الذي أصدرته «محكمة العدل الدولية» مؤخرا في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا.


ولفتت إلى أنه «قبل الأعمال القتالية الحالية، كان نحو 1.2 مليون من سكان غزة البالغ عددهم آنذاك 2.2 مليون نسمة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وكان أكثر من 80% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وتمارس إسرائيل السيطرة الشاملة على غزة، بما يشمل حركة الأشخاص والبضائع، والمياه الإقليمية، والمجال الجوي، والبنية التحتية التي يعتمد عليها القطاع، وسجل السكان. ويجعل ذلك سكان غزة، الذين أخضعتهم إسرائيل لإغلاق غير قانوني لأكثر من 16 عاما، يعتمدون بشكل شبه كامل على إسرائيل للحصول على الوقود، والكهرباء، والدواء، والغذاء، والسلع الأساسية الأخرى.


وأشارت إلى أن «استمرار القصف الإسرائيلي والعمليات البرية، والافتقار إلى الضمانات الأمنية من جانب إسرائيل، والأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية، وانقطاع الاتصالات، كل ذلك  يصعب توزيع المساعدات القليلة التي تصل إلى غزة».
في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أمس، إنه يجب ممارسة ضغوط وربما فرض عقوبات على إسرائيل كي تفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال سيجورنيه» يجب أن تكون هناك وسائل ضغط، وهناك وسائل متعددة تصل إلى العقوبات للسماح بعبور المساعدات الإنسانية من نقاط التفتيش».
في غضون ذلك، أفادت طواقم الدفاع المدني في غزة، بأنها انتشلت جثامين 409 شهدا ء من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه بمدينة غزة، ومحافظة خان يونس منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من كلتا المنطقتين.
وأضافت طواقم الدفاع المدني أن العمل لا يزال جاريا حتى اللحظة في انتشال الجثامين من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، ومحافظة خان يونس، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وناشدت المجتمع الدولي والجهات ذات العلاقة، بالعمل على توفير وإدخال معدات وآليات مخصصة لأعمال الحفر «حفارات»؛ للمساعدة في استخراج الجثامين من تحت أنقاض المنازل المهدمة؛ نظرا للعدد الكبير من الإشارات التي تلقتها الطواقم من الأهالي بفقدان أبنائهم خلال فترة تواجد القوات الإسرائيلية.
 وأكد طواقم الدفاع المدني أن عشرات الجثامين لا تزال تحت الرمال والأنقاض.
وقالت «وفا» إن مواطنين ومسعفين في خان يونس، انتشلوا نحو 84 جثمانا، غالبيتها متحللة وتم نقل عدد من الجثث إلى مستشفى أبو يوسف النجار، وأخرى قام المواطنون بدفنها.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ 7 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى استشهاد 33360  مواطنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 75.993 آخرين، في حصيلة غير نهائية.