بتجرد

م. أحمد العصار يكتب: عقلية محمد صلاح والإدارة

م. أحمد العصار
م. أحمد العصار

■ بقلم: م. أحمد العصار

حال كرة القدم في مصر لا يسر عدو و لا حبيب، فنحن أبعد ما يكون عن المكانة التي نستحقها، و ذلك علي الرغم من امتلاكنا لتاريخ كبير و طاقة بشرية هائلة و شغف الملايين من المحبين للعبة.

روشتة الإصلاح من وجهة نظري هي مزيج من تبني اللاعبين المصريين لعقلية اللاعب المحترف عالميا، بالإضافة إلي تغيير شامل لمنظومة و مفهوم إدارة كرة القدم في مصر، فكلمة السر هي الإدارة الناجحة.

أتحدث هنا عن ضرورة استلهام اللاعبين لعقلية مثل عقلية محمد صلاح بكل أبعادها، من حيث الإصرار و الإلتزام و التأقلم و التطور المستمر. علينا أن نزرع في نفوس اللاعبين فكرة الإصرار علي تحقيق الهدف و الكفاح من أجله و بذل الجهد و العرق بلا كلل أو ملل. لا بد لنا أن يتحلي لاعبونا بثقافة الإلتزام الصارم، بدءا من البراعم و الناشئين إلي الفرق الأولي. من ناحية أخري، تأتي ثقافة التأقلم كأحد أهم عوامل النجاح و خصوصا للاعب المحترف في الخارج، أعني بذلك التأقلم مع كل من المحيط الإجتماعي، نمط الحياة الجديد، الجمهور، أساليب التدريب، تكتيكات المباريات، الخ. و أخيرا أهمية الحرص علي التطور المستمر بلا توقف، و في كل المناحي، الفنية منها و البدنية و النفسية.

أما عن الإدارة فنحتاج إلي تغيير شامل و عقليات مستنيرة تدير المنظومة الكروية بتجرد و فكر حديث، بعيدا عن النمطية و الخوف من التغيير و المصالح الضيقة. نريد إتحاد كرة نشط، يضع الأمور في نصابها و يتبني نهجا أصلاحيا علي كل المستويات. نطمح في دوري منضبطة عقاربه كالساعة لا تقدم و لا تؤخر، دوري تنافسي ليس حكرا علي ناديين فقط. نتطلع إلي منتخب يلبي طموحات الشعب المصري، و إلي قطاع ناشئين حيوي يفرز المئات و الآلاف من اللاعبين المتميزين ليقودوا المستقبل. نحتاج إلي معايير حديثة و موحدة لتأهيل المدربين. نأمل في قرار فوري بمنع ربط إشتراك الناشئين في المسابقات بدفع الأموال، حتي لا نشوه الحلم لدي الأجيال الجديدة.

إسعاد الملايين من المصريين عشاق الساحرة المستديرة يتطلب تغييرا جذريا و فوريا في أحوال كرة القدم في مصر، و لا مناص من ذلك إذا أردنا التميز و النجاح.

[email protected]