ساعات ويهل علينا| منصور الرفاعى عبيد: رمضان شهر الرحمات والمنح والعطايا

 الشيخ منصور الرفاعى عبيد
الشيخ منصور الرفاعى عبيد

رمضان شهر المنح والهدايا ليس مثله شهر فى المنزلة والقدر عند الله سبحانه وتعالى فهو موسم الرحمة والطاعة والخير؛ يذكرنا بالله إذا نسينا وينبهنا للحق إذا غفلنا ويدفعنا إلى الخيرات وعن هذه العطايا والهبات يحدثنا الشيخ منصور الرفاعى عبيد من علماء الأزهر فيقول: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة ولم يغلق منها باب وينادى مناد كل ليلة يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك فى كل ليلة.

ويضيف: أيضا من المنح الرمضانية عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«أعطيت أمتى من شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبى قبلي: فإذا كان أول ليلة من رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه، والثانية أن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، والثالثة أن الملائكة تستغفر لهم فى كل ليلة، والرابعة أن الله يأمر جنته فيقول لها استعدى وتزينى لعبادى أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى دار كرامتي، والخامسة أنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا فقال رجل من القوم أهى ليلة القدر فقال صلى الله عليه وسلم: لا ألم تر أن العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم».

هذا بالإضافة إلى أن للصائم فرحتين فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه بجانب الشفاعة الحقيقية فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام أى رب منعته الطعام والشهوات فشفعنى فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيشفعان»، والهدايا أيضا لم تنته فهناك صلاة التراويح التى تشعر الصائم بعد فطره بأنه متصل بالله وهى جزء من قيام الليل ويفضل صلاتها فى المسجد جماعة لإمكان قراءة القرآن كله أو بعضه مع الإمام.

ثم يأتى الاعتكاف وهو الانقطاع لله فى المسجد للذكر والصلاة وقراءة القرآن والدعاء والتهجد والاستغفار دون أن ينشغل بأمور الدنيا، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وفيها ليلة القدر وهى ليلة خير من ألف شهر.

وهو شهر الجود والإحسان يكثر سخاء الصائمين فيه فتسد حاجة الفقراء فيحصل التكافل الاجتماعى وتتحقق الألفة فيكون للأغنياء رحمة ويكون للفقراء محبة ودعاء للأغنياء فيقل الحسد.

ويختتم الشهر بزكاة الفطر أو زكاة الأبدان تدفع قبل صلاة العيد وهى واجبة على كل مسلم ومختلفة عن باقى الزكوات لأنها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال؛ لتطهير نفوس الصائمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين».

وأخيرا إن الله تعالى يجازى الصائمين بنفسه لأن هذه العبادة سر بين العبد وربه لا يستطيع أن يقدرها إلا الله فعلينا أن نحسن استقبال رمضان بهداياه ونسعد بها.