جامعة الأزهر تبدأ فى ترجمة الألف كتاب الثانى

الضوينى: خدمة الترجمة للهوية والعقيدة «ضرورة»

قيادات الأزهر خلال افتتاح المؤتمر
قيادات الأزهر خلال افتتاح المؤتمر

فى عام 2006 انتهت كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر من مشروع ترجمة الألف كتاب الأولى وصدر قرار منذ فترة من رئيس الجامعة لعميد الكلية لتشكيل اللجان ليكملوا المسيرة فى ترجمة الألف كتاب الثانية..

هذا ما أعلن عنده د.سلامة داود رئيس الجامعة خلال كلمته فى افتتاح المؤتمر الدولى لكلية اللغات والترجمة الذى عقد تحت عنوان: (التكنولوجيا والترجمة وتعليم اللغات.. آفاق وتحديات) وبرئاسة الدكتور خالد محمد عباس، عميد الكلية.

وأوضح رئيس الجامعة أن هذه الترجمات من أهم أهداف هذه الكلية وغاياتها النبيلة وأن الترجمة هى رسول الفكر والثقافة بين الشعوب المختلفة الألسنة، وما تقدم الغرب إلا بترجمة علومنا وتراثنا إلى لغته، كما بيَّن أن العالم الفيزيائى الفرنسى «بيير كوري» الفائز بجائزة نوبل فى الفيزياء عام 1903م قال: «تمكنا من تقسيم الذرة بالاستعانة بثلاثين كتابًا بقيت لنا من الحضارة الأندلسية، ولو لم تحرق كتب المسلمين لكنا اليوم نتجول بين المجرات»؛ هذا كلامُه وهو عندى معتبر.

وأوضح د. محمد الضوينى وكيل الأزهر أنه فى أوج عظمة الحضارة العربية الإسلامية تُرجمت أحدث المعارف العالمية وأكثرها تطورًا ورُقِيًّا من اللغات الهندية والفارسية واليونانية، ونقل المترجمون -بتجرد فائق، وبمهنية عالية، وبإشراف ورعاية ولاة الأمر- آلافَ المراجع فى الطب والرياضيات والكيمياء والأحياء والفلك والمنطق والفلسفة، وغيرها من ضروب العلم.

وأشار وكيل الأزهر إلى أنه من خلال ما سبق يبرز الفرق بين مترجم وآخر؛ فالمسلمون ترجموا المعانى بصدق، وكانوا أصحاب هدف فى استعارة المعرفة وتثميرها، فحدثت النهضة، وأما اليوم فأرجو أن يكون نصبَ أعين المترجمين خدمةُ الهوية وصيانةُ العقيدة والمحافظةُ على الوطن، بدلًا من الترجمات التى تنقل معها أفكارًا شائهة لا تحرص على وطن ولا هوية.

وأضاف د. نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية أنه على الرّغم من أهمية الترجمة وضرورتها باعتبارها وسيلةً من وسائل الاتصال الحضاريّ والتأثير الثقافيّ بين الأمم، وسبيلًا من سبل نقل المعارف والعلوم والخبرات المختلفة من حضارةٍ إلى أخرى، فقد كانت الترجمة فى الحضارة الإسلاميّة أهمّ عوامل الحفاظ على التّراث العلميّ والثقافيّ للعالم القديم وتنقيحه وتطويره، وأنه لمّا شرع الغرب فى تلمّس مخرجٍ من ظلام عصوره الوسطى يمّم وجهه شطر العالم الإسلاميّ يستلهم حضارته ونظمه عبر واحدةٍ من أوسع حركات التّرجمة التى شملت جميع المجالات، ومن خلالها تركت الحضارة الإسلاميّة بصماتها على جميع المستويات، وأسهمت بقدرٍ فى تنوير القارّة الأوروبّيّة المظلمة.

وأكد عياد على أهميّة التّرجمة الصحيحة لمعانى القرآن الكريم، وضرورة الاستفادة منها، واستثمارها فى عرض الإسلام بعقائده وشرائعه وأخلاقه؛ باعتبار أنّ ذلك يساعد على تبليغ الدعوة إلى العالم أجمع.